علوم الرياضيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

علوم الرياضيات

علوم الرياضيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم الرياضيات بإشراف: أ.عبدالواحد حسني


3 مشترك

    سبب نزول سورة البقرة

    avatar
    نايف بارويشد ش 20
    عالم جديد
    عالم جديد


    المساهمات : 16
    تاريخ التسجيل : 22/12/2014

    سبب نزول سورة البقرة Empty سبب نزول سورة البقرة

    مُساهمة من طرف نايف بارويشد ش 20 الإثنين ديسمبر 22, 2014 4:01 am

    من الاية (1-80)
    سورة البقرة

    مدنية بلا خلاف

    أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الصغير قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الكبير قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا شعيب بن زريق عن عطاء الخراساني، عن عكرمة قال: أول سورة أنـزلت بالمدينة سورة البقرة


    قوله عز وجل: ( الم ذَلِكَ الْكِتَاب ) 1 ، 2.

    أخبرنا أبو عثمان الثقفي الزعفراني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنـا جعفر بن محمد بن الليث قال: أخبرنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيـح، عن مجاهد قال: أربع آيات من أول هذه السورة نـزلت في المؤمنين، وآيتان بعدها نـزلتا في الكافرين، وثلاث عشرة بعدها نـزلت في المنافقين.

    وقوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَروا ) 6.

    قال الضحاك: نـزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته، وقال ال*****ي: يعني اليهود.

    قوله تعالى: ( وَإِذَا لَقوا الَّذِينَ آمَنوا ) 14.

    أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم أخبرنا شيبة بن محمد حدثنا علي بن محمد بن قرة حدثنا أحمد بن محمد بن نصر حدثنا يوسف بن بلال حدثنا محمد بن مروان عن ال*****ي عن أبي صالح عن ابن عباس: نـزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبيّ وأصحابه، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن أُبيّ: انظروا كيف أردُّ هؤلاء السفهاء عنكم؟ فذهب فأخذ بيد أبي بكر، فقال: مرحبًا بالصديق سيد بني تيم، وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله؛ ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحبا بسيد بني عدي بن كعب، الفاروق القوي في دين الله، الباذل نفسه وماله لرسول الله؛ ثم أخذ بيد عليّ فقال: مرحبًا بابن عم رسول الله وختنه، سيد بني هاشم ما خلا رسول الله، ثم افترقوا؛ فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت؟ فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت، فأثنوا عليه خيرًا، فرجع المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك، فأنـزل الله هذه الآية.
    قوله تعالى: ( يَا أَيّهَا النَّاس اعْبدوا رَبَّكم ) 21

    أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو تراب الهستاني قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال: حدثنا روح قال: حدثنا شعبة عن سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كل شيء نـزل فيه: ( يَا أَيّهَا النَّاس ) فهو مكي و ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا ) فهو مدني يعني أن يا أيها الناس خطاب أهل مكة و ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا ) خطاب أهل المدينة قوله: ( يَا أَيّهَا النَّاس اعْبدوا رَبَّكم ) خطاب لمشركي مكة إلى قوله: ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنوا ) وهذه الآية نازلة في المؤمنين وذلك أن الله تعالى لما ذكر جزاء الكافرين بقوله: ( النَّارَ الَّتِي وَقودهَا النَّاس وَالْحِجَارَة أعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) ذكر جزاء المؤمنين.

    قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا ) 26

    قال ابن عباس في رواية أبي صالح: لما ضرب الله سبحانه هذين المثلين للمنافقين يعني قوله: ( مَثَلهمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ) وقوله: ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ ) قالوا: الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال. فأنـزل الله هذه الآية.

    وقال الحسن وقتادة: لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتاب وضرب للمشركين به المثل ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله. فأنـزل الله هذه الآية.

    أخبرنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ في كتابه قال: أخبرنا سليمان بن أيوب الطبراني قال: حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا عبد العزيز بن سعيد، عن موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا ) قال: وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين، فقال: ( وَإِنْ يَسْلبْهم الذّبَاب شَيْئًا ) وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت، فقالوا: أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنـزل من القرآن على محمد، أي شيء يصنع بهذا؟ فأنـزل الله هذه الآية .

    قوله تعالى: ( أَتَأْمرونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ) 44

    قال ابن عباس في رواية ال*****ي عن أبي صالح بالإسناد الذي ذكر: نـزلت في يهود أهل المدينة، كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته ولمن بينهم وبينه رضاع من المسلمين: أثبت على الدين الذي أنت عليه وما يأمرك به وهذا الرجل يعنون محمدًا صلى الله عليه وسلم فإن أمره حق، فكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه قوله تعالى: ( وَاسْتَعِينوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) 45

    عند أكثر أهل العلم أن هذه الآية خطاب لأهل الكتاب وهو مع ذلك أدب لجميع العباد. وقال بعضهم: رجع بهذا الخطاب إلى خطاب المسلمين والقول الأول أظهر.

    قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنوا وَالَّذِينَ هَادوا ) الآية 62

    أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان العسكري قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة قال: قال ابن جريج عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد قال: لما قصّ سلمان على النبي صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الدير قال: "هم في النار" قال سلمان: فأظلمت عليّ الأرض فنـزلت: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنوا وَالَّذِينَ هَادوا ) إلى قوله: ( يَحْزَنونَ ) قال: .فكأنما كشف عني جبل

    أخبرنا محمد بن عبد العزيز المروزي قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحدادي قال: أخبرنا أبو يزيد أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عمرو عن أسباط عن السدي ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنوا وَالَّذِينَ هَادوا ) الآية. قال: نـزلت في أصحاب سلمان الفارسي لما قدم سلمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يخبر عن عبادتهم واجتهادهم وقال: يا رسول الله كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك تبعث نبيا. فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا سلمان هم من أهل النار فأنـزل الله ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنوا وَالَّذِينَ هَادوا ) وتلا إلى قوله: ( وَلاهمْ يَحْزَنونَ )

    أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكرياء قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السُّدّي عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنوا وَالَّذِينَ هَادوا ) الآية، نـزلت هذه الآية في سلمان الفارسي، وكان من أهل جندي سابور من أشرافهم وما بعد هذه الآية نازلة في اليهود

    قوله تعالى: ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتبونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ) الآية 79.

    نـزلت في الذين غيروا صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم وبدّلوا نعته، قال ال*****ي بالإسناد الذي ذكرنا: إنهم غيروا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم وجعلوه آدم سبطًا طويلا وكان ربعة أسمر، وقالوا لأصحابهم وأتباعهم: انظروا إلى صفة النبيّ، الذي يُبعث في آخر الزمان، ليس يشبه نعت هذا، وكانت للأحبار والعلماء مأكلة من سائر اليهود، فخافوا أن يذهبوا مأكلتهم إن بيَّنوا الصفة، فمن ثَمَّ غيروا.

    قوله تعالى: ( وَقَالوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّار إِلا أَيَّامًا مَعْدودَةً ) 80.

    أخبرنا إسماعيل ابن أبي القاسم الصوفي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد العطار قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: حدثني أبو القاسم عبد الله بن سعد الزهري قال: حدثني أبي وعمّي قالا حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ويهود تقول: إنما هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، إنما يعذب الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوم واحد في النار من أيام الآخرة، وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب، فأنـزل الله تعالى في ذلك من قولهم: ( وَقَالوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّار إِلا أَيَّامًا مَعْدودَةً )

    أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان حدثنا محمد بن عبد الرحمن الرازي حدثنا سهل بن عثمان حدثنا مروان بن معاوية حدثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: وجد أهل الكتاب ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين عامًا قالوا: لن نعذّب في النار إلا ما وجدنا في التوراة، فإذا كان يوم القيامة اقتحموا في النار، فساروا في العذاب حتى انتهوا إلى سَقَر وفيها شجرة الزقوم، إلى آخر يوم من الأيام المعدودة، فقال لهم خزنة النار: يا أعداء الله زعمتم أنكم لن تعذبوا في النار إلا أيامًا معدودة، فقد انقضى العدد وبقي الأبد
    .
    avatar
    نايف بارويشد ش 20
    عالم جديد
    عالم جديد


    المساهمات : 16
    تاريخ التسجيل : 22/12/2014

    سبب نزول سورة البقرة Empty من الاية(80-108)

    مُساهمة من طرف نايف بارويشد ش 20 الإثنين ديسمبر 22, 2014 4:05 am

    قوله تعالى: ( أَفَتَطْمَعونَ أَنْ يؤْمِنوا لَكمْ ) الآية 75

    قال ابن عباس ومقاتل: نـزلت في السبعين الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه إلى الله تعالى، فلما ذهبوا معه إلى الميقات وسمعوا كلام الله تعالى وهو يأمره وينهاه، رجعوا إلى قومهم، فأما الصادقون فأدّوا ما سمعوا، وقالت طائفة منهم: سمعنا الله في آخر كلامه يقول: إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا، وإن شئتم فلا تفعلوا ولا بأس . وعند أكثر المفسرين: نـزلت الآية في الذين غيروا آية الرجم وصفة محمد صلى الله عليه وسلم

    قوله تعالى: ( وَكَانوا مِنْ قَبْل يَسْتَفْتِحونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَروا ) 89

    قال ابن عباس كانت يهود خيبر تقاتل غطفان، فكلما التقوا هزمت يهود خيبر، فعاذت اليهود بهذا الدعاء وقالت: اللهم إنا نسألك بحقّ النبيّ الأميّ الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم، قال: فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء، فهزموا غطفان، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به، فأنـزل الله تعالى: ( وَكَانوا مِنْ قَبْل يَسْتَفْتِحونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَروا ) أي بك يا محمد، إلى قوله: ( فَلَعْنَة اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) وقال السدي: كانت العرب تمرّ بيهود فيلقون منهم أذى، وكانت اليهود تجد نعت محمد في التوراة، ويسألون الله أن يبعثه فيقاتلون معه العرب، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به حسدًا، وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل، فما بال هذا من بني إسماعيل

    قوله تعالى: ( قلْ مَنْ كَانَ عَدوًّا لِجِبْرِيلَ ) الآية 97

    أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الشيباني قال: أخبرنا المؤمل بن الحسن بن عيسى قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أقبلت اليهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة؟ فإنه ليس من نبيّ إلا يأتيه ملك من عند ربه عز وجل بالرسالة بالوحيّ فمن صاحبك؟ قال: "جبريل" قالوا: ذاك الذي ينـزل بالحرب وبالقتال، ذاك عدوّنا لو قلت ميكائيل الذي ينـزل بالمطر والرحمة اتبعناك، فأنـزل الله تعالى: ( قلْ مَنْ كَانَ عَدوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّه نـزلَه عَلَى قَلْبِكَ ) إلى قوله: ( فَإِنَّ اللَّهَ عَدوٌّ لِلْكَافِرِينَ)

    قوله تعالى: ( مَنْ كَانَ عَدوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ ) الآية 98

    أخبرنا أبو بكر الأصفهاني قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا عليّ بن مسهر عن داود عن الشعبيّ قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة فأعجب من موافقة القرآن التوراة، وموافقة التوراة القرآن، فقالوا: يا عمر ما أحد أحبّ إلينا منك، قلت: ولم؟ قالوا: لأنك تأتينا وتغشانا، قلت: إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضًا وموافقة التوراة القرآن، وموافقة القرآن التوراة، فبينما أنا عندهم ذات يوم إذ مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف ظهري، فقالوا: إن هذا صاحبك فقم إليه، فالتفت إليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل خوخة في المدينة، فأقبلت عليهم فقلت: أنشدكم بالله وما أنـزل عليكم من كتاب أتعلمون أنه رسول الله؟ فقال سيدهم: قد نشدكم الله فأخبروه. فقالوا: أنت سيدنا فأخبره، فقال سيدهم: إنا نعلم أنه رسول الله قال: فقلت: فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم تتبعوه، قالوا: إن لنا عدوًا من الملائكة وسلما من الملائكة، فقلت: من عدوكم، ومن سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل وهو ملك الفظاظة والغلظة والآصار والتشديد؛ قلت: ومن سلمكم؟ قالوا: ميكائيل وهو ملك الرأفة واللين والتيسير قلت: فإني أشهد ما يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل، وما يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل، وإنهما جميعًا ومن معهما أعداء لمن عادوا وسلم لمن سالموا.

    ثم قمت فدخلت الخوخة التي دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلني فقال: "يا ابن الخطاب ألا أقرؤك آيات نـزلت علي قيل؟ قلت: بلى فقرأ: " ( قلْ مَنْ كَانَ عَدوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّه ) الآية حتى بلغ ( وَمَا يَكْفر بِهَا إِلا الْفَاسِقونَ ) " قلت: والذي بعثك بالحق ما جئت إلا أخبرك بقول اليهود، فإذا اللطيف الخبير قد سبقني بالخبر. قال عمر: فلقد رأيتني أشدّ في دين الله من حجر.
    وقال ابن عباس: إن حبرًا من أحبار اليهود من فدك يقال له: عبد الله بن صوريا حاج النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأله عن أشياء فلما اتجهت الحجة عليه قال: أيَّ ملك يأتي من السماء؟ قال: جبريل: ولم يبعث الله نبيا إلا وهو ولِيُّه قال: ذاك عدُوّنا من الملائكة، ولو كان ميكائيل مكانه لآمنا بك، إن جبريل نـزل بالعذاب والقتال والشدة، فإنه عادانا مرارًا كثيرة، وكان أشدّ ذلك علينا أن الله أنـزل على نبينا أن بيت المقدس سيخرب على يدي رجل يقال له بختنصر، وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه، فلما كان وقته بعثنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل في طلب بختنصر ليقتله، فانطلق يطلبه حتى لقيه ببابل غلامًا مسكينًا ليست له قوّة، فأخذه صاحبنا ليقتله فدفع عنه جبريل، وقال لصاحبنا: إن كان ربكم الذي أذن في هلاككم فلا تسلط عليه، وإن لم يكن هذا فعلى أيّ شيء تقتله؟ فصدقه صاحبنا ورجع إلينا، وكبر بختنصر وقوي وغزانا وخرب بيت المقدس، فلهذا نتخذه عدوّا فأنـزل الله هذه الآية.
    وقال مقاتل: قالت اليهود: إن جبريل عدونا أمر أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا، فأنـزل الله هذه الآية
    .

    قوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَنـزلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) 99.

    قال ابن عباس: هذا جواب لابن صوريا حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه، ما أُنـزل عليك من آية بيّنة فنتبعك، بها فأنـزل الله هذه الآية.

    قوله تعالى: ( وَاتَّبَعوا مَا تَتْلو الشَّيَاطِين عَلَى ملْكِ سلَيْمَانَ ) الآية 102.

    أخبرني محمد بن عبد العزيز القنطري قال: أخبرنا أبو الفضل الحدادي قال: أخبرنا أبو يزيد الخالدي قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا جرير قال: أخبرنا حصين بن عبد الرحمن عن عمران بن الحارث قال: بينما نحن عند ابن عباس إذ قال: إن الشياطين كانوا يسترقون السمع من السماء، فيجيء أحدهم بكلمة حق فإذا جرَّب من أحدهم الصدق كذب معها سبعين كذبة فبشر بها قلوب الناس، فاطلع على ذلك سليمان، فأخذها فدفنها تحت الكرسي؛ فلما مات سليمان قام شيطان بالطريق فقال: ألا أدلكم على كنـز سليمان المنيع الذي لا كنـز له مثله؟ قالوا: نعم قال: تحت الكرسي فأخرجوه، فقالوا: هذا سحر. فتناسخته الأمم فأنـزل الله عذر سليمان ( وَاتَّبَعوا مَا تَتْلو الشَّيَاطِين عَلَى ملْكِ سلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ).

    وقال ال*****ي: إن الشياطين كتبوا السحـر والنارنجيات على لسان آصف: هذا ما علم آصف بن برخيا الملك ثم دفنوها تحت مصلاه حين نـزع الله ملكه، ولم يشعر بذلك سليمان؛ ولما مات سليمان استخرجوه من تحت مصلاه، وقالوا للناس: إنما ملككم سليمان بهذا فتعلموه، فأما علماء بني إسرائيل فقالوا: معاذ الله أن يكون هذا علم سليمان، وأما السفلة فقالوا: هذا علم سليمان، وأقبلوا على تعلمه، ورفضوا كتب أنبيائها ففشت الملامة لسليمان، فلم تزل هذه حالهم حتى بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم وأنـزل الله، عذر سليمان على لسانه وأظهر براءته مما رمي به فقال: ( وَاتَّبَعوا مَا تَتْلو الشَّيَاطِين ) الآية.

    أخبرنا سعيد بن العباس القرشي كتابة أن الفضل بن زكرياء حدثهم عن أحمد بن نجدة أخبرنا سعيد بن منصور، حـدثنا عتّاب بن بشير عن خصيف قال: كان سليمان إذا نبتت الشجرة قال: لأي داء أنت؟ فتقول لكذا وكذا؛ فلما نبتت شجرة الخرنوبة قال: لأي شيء أنت؟ قالت: لمسجدك أخربه قال: تخربينه؟ قالت: نعم، قال: بئس الشجرة أنت، فلم يلبث أن توفي، فجعل الناس يقولون في مرضاهم: لو كان لنا مثل سليمان، فأخذت الشياطين فكتبوا كتابًا وجعلوه في مصلى سليمان وقالوا: نحن ندلكم على ما كان سليمان يداوي به فانطلقوا فاستخرجوا ذلك الكتاب فإذا فيه سحر رُقَى فأنـزل الله تعالىSad وَاتَّبَعوا مَا تَتْلو الشَّيَاطِين عَلَى ملْكِ سلَيْمَانَ ) إلى قوله: ( فَلا تَكْفرْ )

    قال السدي: إن الناس في زمن سليمان اكتتبوا السحر فاشتغلوا بتعلمه فأخـذ سليمان تلك الكتب وجعلها في صندوق فدفنها تحت كرسيه ونهاهم عن ذلك ولما مات سليمان وذهب الذين كانوا يعرفون دفنه الكتب، فتمثل شيطان على صورة إنسان فأتى نفرًا من بني إسرائيل وقال: هل أدلكم على كنـز لا تأكلونه أبدًا؟ قالوا: نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي فحفروا فوجدوا تلك الكتب فلما أخرجوها قال الشيطان: إن سليمان ضبط الجنَّ والإنس والشياطين والطيور بهذا، فاتخذ بنو إسرائيل تلك الكتب، فلذلك أكثر ما يوجد السحر في اليهود، فبرأ الله عز وجل سليمان من ذلك وأنـزل هذه الآية . قوله تعالى: ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا لا تَقولوا رَاعِنَا ) الآية 104.

    قال ابن عباس في رواية عطاء: وذلك أن العرب كانوا يتكلمون بها، فلما سمعتهم اليهود يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم أعجبهم ذلك وكان ( رَاعِنَا ) في كلام اليهود سبًّا قبيحًا فقالوا: إنا كنا نسبّ محمدًا سرًّا فالآن أعلنوا السبّ لمحمد لأنه من كلامهم، فكانوا يأتون نبي الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا محمد ( رَاعِنَا ). ويضحكون ففطن بها رجل من الأنصار وهو سعد بن عبادة وكان عارفا بلغة اليهود وقال: يا أعداء الله عليكم لعنة الله والذي نفس محمد بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربن عنقه فقالوا: ألستم تقولونها له؟ فأنـزل الله تعالى: ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا لا تَقولوا رَاعِنَا ) الآية.

    قوله تعالى: ( مَا يَوَدّ الَّذِينَ كَفَروا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) الآية 105.

    قال المفسرون: إن المسلمين كانوا إذا قالوا لحلفائهم من اليهود: آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم
    قالوا: هذا الذي تدعوننا إليه ليس بخير مما نحن عليه ولوددنا لو كان خيرا فأنـزل الله تعالى تكذيبًا لهم هذه الآية.

    قوله تعالى: ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ ننْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا ) 106.

    قال المفسرون: إن المشركين قالوا: أتَرَون إلى محمد يأمر أصحابه، بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ويقول اليوم قولا ويرجع عنه عنه غدا ما هذا القرآن إلا كلام محمد يقوله من تلقاء نفسه وهو كلام يناقض بعضه بعضًا فأنـزل الله: ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) [ النحل: 101]. الآية: وأنـزل أيضا: ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ ننْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا ) الآية.

    قوله تعالى: ( أَمْ ترِيدونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسولَكمْ ) الآية 108.

    قال ابن عباس نـزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي أمية ورهط من قريش، قالوا: يا محمد اجعل لنا الصفا ذهبًا، ووسع لنا أرض مكة، وفجر الأنهار خلالها تفجيرًا نؤمن بك، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

    وقال المفسّرون: إن اليهود وغيرهم من المشركين تمنعوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن قائل يقول: يأتينا بكتاب من السماء جُمْلَةً كما أتى موسى بالتوراة، ومن قائل يقول - وهو عبد الله بن أبي أُمَية المخزومي - ائتني بكتاب من السماء فيه: من ربّ العالمين، إلى ابن أبي أُمية، اعلم أني قد أرسلت محمدًا إلى الناس؛ ومن قائل يقول: لن نؤمن لك أو تأتي بالله والملائكة قبيلا فأنـزل الله تعالى هذه الآية

    .
    avatar
    نايف بارويشد ش 20
    عالم جديد
    عالم جديد


    المساهمات : 16
    تاريخ التسجيل : 22/12/2014

    سبب نزول سورة البقرة Empty من الاية(108-158)

    مُساهمة من طرف نايف بارويشد ش 20 الإثنين ديسمبر 22, 2014 4:08 am

    قوله تعالى: ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) الآية 109.

    قال ابن عباس: نـزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد وقعة بدر ألم تروا إلى ما أصابكم ولو كنتم على الحقّ ما هُزمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم.

    أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا شُعيب عن الزهريّ قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه أن كعب بن الأشرف اليهودي، كان شاعرًا وكان يهجو النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويحرّض عليه كفار قريش في شعره، وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم يُؤْذُون النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه أشدّ الأذى، فأمر الله تعالى نبيه بالصبر على ذلك والعفو عنهم وفيهم أنـزلت: ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) إلى قوله: ( فَاعْفوا وَاصْفَحوا ).

    قوله تعالى: ( وَقَالَتِ الْيَهود لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ ) 113.

    نـزلت في يهود أهل المدينة ونصارى أهل نجران وذلك أن وفد نجران لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم، فقالت اليهود: ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بعيسى والإنجيل وقالت لهم النصارى: ما أنتم على شيء من الدين، فكفروا بموسى والتوراة، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

    قوله تعالى: ( وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ ) الآية 114.

    نـزلت في ططوس الرومي وأصحابه من النصارى، وذلك أنهم غزوا بني إسرائيل، فقتلوا مقاتلتهم، وسبوا ذراريهم، وحرقوا التوراة، وخربوا بيت المقدس، وقذفوا فيه الجيف. وهذا قول ابن عباس في رواية ال*****ي.

    وقال قتادة والسُّدّي: هو بُخْتَنَصّر وأصحابه غزوا اليهود وخربوا بيت المقدس، وأعانتهم على ذلك النصارى من أهل الروم.

    وقال ابن عباس في رواية عطاء. نـزلت في مشركي أهل مكة ومنعهم المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام.

    قوله تعالى: ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب ) 115.

    اختلفوا في سبب نـزولها. فأخبرنا أبو منصور المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا أبو محمد إسماعيل بن عليّ قال: حدثنا الحسن بن عليّ بن شبيب العمري قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري قال: وجدت في كتاب أبي، حدثنا عبد الملك العرزمي قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة، فقالت طائفة منا: قد عرفنا القبلة هي هاهنا قِبَل الشمال، فصلوا وخطوا خطوطًا وقال بعضنا: القبلة هاهنا قِبَل الجنوب فصلوا وخطوا خطوطًا فلما أصبحوا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فسكت فأنـزل الله تعالى:

    (وَلِلَّهِ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ).

    أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا يحيى بن صاعد قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أشعث السمان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، في السفر في ليلة مظلمة، فلم ندر كيف القبلة، فصلى كل رجل منا على حاله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنـزلت: ( فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ) ومذهب ابن عمر أن الآية نازلة في التطوع بالنافلة. أخبرنا أبو القاسم بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو البختري بن عبد الله بن محمد بن شاكر قال: حدثنا أبو أسامة عن عبد الملك بن سليمان عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال: أنـزلت ( فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ) أن تصلي حيث توجهت بك راحلتك في التطوّع.

    وقال ابن عباس في رواية عطاء: إن النجاشي لما توفي قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن النجاشي توفي، فصلّ عليه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحضروا وصفَّهم ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم: "إن الله أمرني أن أصلي على النجاشي وقد توفي فصلوا عليه" فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم عليه، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنفسهم: كيف نصلي على رجل مات، وهو يصلي على غير قبلتنا؟ وكان النجاشي يصلي إلى بيت المقدس حتى مات وقد صرفت القبلة إلى الكعبة، فأنـزل الله تعالى: ( فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ) ومذهب قتادة أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: ( وَحَيْثمَا كنْتمْ فَوَلّوا وجوهَكمْ شَطْرَه ) فهذا قول ابن عباس عند عطاء الخراساني وقال: أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة قال الله تعالى: ( فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ) قال: فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس وتـرك البيت العتيق، ثم صرفه الله تعالى إلى البيت العتيق.

    وقال في رواية علي بن أبي طلحة لوالبي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة. وكان أكثر أهلها اليهود، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود. فاستقبلها بضعة عشر شهرًا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبّ قبلة إبراهيم، فلما صرفه الله تعالى إليها ارتاب من ذلك اليهود وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، فأنـزل الله تعالى: ( فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ).

    قوله تعالى: ( وَقَالوا اتَّخَذَ اللَّه وَلَدًا ) 116.

    نـزلت في اليهود حيث قالوا: عُزَير ابن الله، وفي نصارى نجران حيث قالوا: المسيح ابن الله، وفي مشركي العرب حيث قالوا: الملائكة بنات الله.

    قوله تعالى: ( وَلا تسْأَل عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ) 119.

    قال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: "ليت شعري ما فعل أبواي؟" فنـزلت هذه الآية. وهذا على قراءة من قرأ: ( وَلا تسْأَل عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ) جزما وقال مقاتل: إن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنـزل الله بأسه باليهود لآمنوا" فأنـزل الله تعالى: ( وَلا تسْأَل عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ).

    قوله تعالى: ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهود وَلا النَّصَارَى ) الآية 120.

    قال المفسرون: إنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الهدنة ويطمعون أنهم إذا هادنهم وأمهلهم اتبعوه ووافقوه فأنـزل الله تعالى هذه الآية. وقال ابن عباس: هذا في القبلة وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى قبلتهم فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم، فيئسوا منه أن يوافقهم على دينهم، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

    قوله تعالى: ( الَّذِينَ آتَيْنَاهم الْكِتَابَ يَتْلونَه حَقَّ تِلاوَتِهِ ) 121.

    قال ابن عباس في رواية عطاء وال*****ي: نـزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مـع جعفر ابن أبي طالب من أرض الحبشة كانوا أربعين رجلا من الحبشة وأهل الشام. وقال الضحاك: نـزلت فيمن آمن من اليهود. وقال قتادة وعكرمة: نـزلت في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

    قوله تعالى: ( أَمْ كنْتمْ شهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقوبَ الْمَوْتُ ) الآية 133.

    نـزلت في اليهود حين قالوا للنبيّ صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية.

    قوله تعالى: ( وَقَالوا كونوا هودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدوا ) 135.

    قال ابن عباس: نـزلت في رؤوس يهود المدينة: كعب بن الأشرف، ومالك بن الصيف، ووهب بن يهوذا،
    وأبي ياسر ابن أخطب؛ وفي نصارى أهل نجران؛ وذلك أنهم خاصموا المسلمين في الدين، كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من غيرها، فقالت اليهود: نبينا موسى أفضل الأنبياء، وكتابنا التوراة أفضل الكتب، وديننا أفضل الأديان، وكفرت بعيسى والإنجيل ومحمد والقرآن وقالت النصارى: نبينا عيسى أفضل الأنبياء وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان وكفرت بمحمد والقرآن. وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين: كونوا على ديننا فلا دين إلا ذلك ودعوهم إلى دينهم.

    قوله تعالى: ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَن مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ) 138.

    قال ابن عباس: إن النصارى كان إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيام، صبغوه في ماء لهم يقال
    له: المعمودي ليظهروه بذلك، ويقولون: هذا طهور مكان الختان، فإذا فعلوا ذلك قالوا: الآن صار نصرانيًا حقًا، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. نـزلت في تحويل القبلة.

    قوله تعالى: ( سَيَقول السّفَهَاء مِنَ النَّاسِ ) الآية 142.

    أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن مصعب قال: حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا عبد الله بن رجاء قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يتوجه نحو الكعبة، فأنـزل الله تعالى: ( قَدْ نَرَى تَقَلّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) إلى آخر الآية، فقال السفهاء من الناس -وهم اليهود- ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ قال الله تعالى: ( قلْ لِلَّهِ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب ) إلى آخر الآية، رواه البخاري عن عبد الله بن رجاء.
    قوله تعالى: ( وَمَا كَانَ اللَّه لِيضِيعَ إِيمَانَكمْ ) 143.

    قال ابن عباس في رواية ال*****ي: كان رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ماتوا على القبلة الأولى، منهم أسعد بن زرارة وأبو أمامة أحد بني النجار، والبراء بن معرور أحد بني سلمة، وأناس آخرون، جاءت عشائرهم فقالوا: يا رسول الله توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى، وقد صرفك الله تعالى إلى قبلة إبراهيم، فكيف بإخواننا؟

    فأنـزل الله: ( وَمَا كَانَ اللَّه لِيضِيعَ إِيمَانَكمْ ) الآية. ثم قال: ( قَدْ نَرَى تَقَلّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) وذلك أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: "وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها" وكان يريد الكعبة، لأنها قبلة إبراهيم، فقال له جبريل: "إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئًا فسل ربك أن يحوّلك عنها إلى قبلة إبرإهيم" ثم ارتفع جبريل وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله فأنـزل الله تعالى هذه الآية.
    أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا عبد الوهاب بن عيسى قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: حدثنا أبو إسحاق عن البراء قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة ستة عشر شهرًا نحو بيت المقدس، ثم علم الله عز وجل هوى نبيه صلى الله عليه وسلم فنـزلت: ( قَدْ نَرَى تَقَلّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ) الآية، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي الأحوص؛ ورواه البخـاري، عن أبي نعيم، عن زهير كـلاهما عن أبي إسحاق.

    قوله تعالى: ( الَّذِينَ آتَيْنَاهم الْكِتَابَ يَعْرِفونَه كَمَا يَعْرِفونَ أَبْنَاءَهمْ ) الآية 146.

    نـزلت في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابـه كانوا يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعته وصفته وبعثه في كتابهم كما يعرف أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان؛ قال عبد الله بن سلام: لأنا أشدّ معرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم مني بابني، فقال له عمر بن الخطاب: وكيف ذاك يا ابن سلام؟ قال: لأني أشهد أن محمدًا رسول الله حقًّا يقينًا، وأنا لا أشهد بذلك على ابني، لأني لا أدري ما أحدث النساء، فقال عمر: وفقك الله يا ابن سلام.

    قوله تعالى: ( وَلا تَقولوا لِمَنْ يقْتَل فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ) الآية 154.

    نـزلت في قتلى بدر من المسلمين، وكانوا بضعة عشر رجلا ثمانية من الأنصار وستة من المهاجرين، وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله مات فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذاتها، فأنـزل الله هذه الآية.

    قوله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) الآية 158

    أخبرنا سعيد ابن محمد بن أحمد الزاهد قال: أخبرنا أبو عليّ بن أبي بكر الفقيه قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال. حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري. قال: حدثني مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: أنـزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قُدَيْد، وكانوا يتحرّجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنـزل الله تعالى هذه الآية، رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك.

    أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو الشيـخ الحافظ قـال: حدثنا أبو يحيى الرازي قـال: حدثنا سهل العسكري قال: حدثنا يحيى وعبد الرحمن، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: أنـزلت هذه الآية في ناس من الأنصار، كانوا إذا أهلوا أهلوا لمناة في الجاهلية ولم يحلّ لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما قَدِموا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحجّ ذكروا ذلك له، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. رواه مسلم، عن أبي بكر بن شيبة، عن أبي أسامة، عن هشام عن أبيه عن عائشة.

    وقال أنس بن مالك: كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة لأنهما كانا من مشاعر قريش في الجاهلية فتركناه في الإسلام فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

    وقال عمرو بن حبشي: سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال: انطلق إلى ابن عباس فسله فإنه أعلم من بقي بما أنـزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، فأتيته فسألته، فقال: كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له: إساف، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة، زعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين، ووضعهما على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا من دون الله تعالى، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا على الوثنين، فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام كره المسلمون الطواف لأجل الصنمين، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

    وقال السدي: كان في الجاهلية تعزف الشياطين بالليل بين الصفا والمروة وكانت بينهما آلهة، فلما ظهر الإسلام قال المسلمون: يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة فإنه شرك كنا نصنعه في الجاهلية؛ فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

    أخبرنا منصور بن عبد الوهاب البزار قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان قال: أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال: أخبرنا محمد بن بكار قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم، عن أنس بن مالك قال: كانوا يمسكون عن الطواف بين الصفا والمروة، وكانا من شعائر الجاهلية، وكنا نتقي الطواف بهما فأنـزل الله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) الآية. رواه البخاري عن أحمد بن محمد عن عاصم.

    avatar
    نايف بارويشد ش 20
    عالم جديد
    عالم جديد


    المساهمات : 16
    تاريخ التسجيل : 22/12/2014

    سبب نزول سورة البقرة Empty الاية (222-229

    مُساهمة من طرف نايف بارويشد ش 20 الإثنين ديسمبر 22, 2014 4:12 am


    قوله تعالى: ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ) الآية 222

    أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: حدثنا محمد بن مشكان قال: حدثنا حيان قال: حدثنا حماد حدثنا ثابت، عن أنس: أن اليهود كانت إذا حاضت منهم امرأة أخرجوها من البيت، فلم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك

    فأنـزل الله عز وجل: ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قلْ هوَ أَذًى فَاعْتَزِلوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ) إلى آخر الآية، رواه مسلم عن زهير بن حرب عن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد.

    أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب قال: أخبرنا أبو عمرو بن 74 حمدان قال: أخبرنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد القردواني الحراني حدثني أبي، عن سابق بن عبد الله الرقي، عن خصيف، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قلْ هوَ أَذًى ) قال: إن اليهود قالت: من أتى امرأته من دبرها كان ولده أحول، فكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض، وعما قالت اليهود، فأنـزل الله عز وجل: ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ) ( وَلا تَقْرَبوهنَّ حَتَّى يَطْهرْنَ ) يعني الاغتسال ( فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتوهنَّ مِنْ حَيْث أَمَرَكم اللَّه ) يعني القبل ( إِنَّ اللَّهَ يحِبّ التَّوَّابِينَ وَيحِبّ الْمتَطَهِّرِينَ نِسَاؤكمْ حَرْثٌ لَكمْ فَأْتوا حَرْثَكمْ أَنَّى شِئْتمْ ) فإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه.

    وقال المفسرون: كانت العرب في الجاهلية إذا حاضت المرأة منهم لم تؤاكلها ولم تشاربها ولم تساكنها في بيت كفعل المجوس، فسأل أبو الدحداح رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: يا رسول الله ما نصنع بالنساء إذا حضن؟ فأنـزل الله هذه الآية.

    قوله تعالى: ( نِسَاؤكمْ حَرْثٌ لَكمْ ) الآية 223.

    أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: أخبرنا حاجب بن أحمد قال: حدثنا 75 عبد الرحيم بن منيب قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته من دبرها في قبلها: إن الولد يكون أحول، فنـزل ( نِسَاؤكمْ حَرْثٌ لَكمْ فَأْتوا حَرْثَكمْ أَنَّى شِئْتمْ ) رواه البخاري، عن أبي نعيم، ورواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن سفيان.

    أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الخلالي، أخبرنا عبد الله بن زيد البجلي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا المحاربي، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن مسلم، عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه. فأسأله عنها، حتى انتهى إلى هذه الآية: ( نِسَاؤكمْ حَرْثٌ لَكمْ فَأْتوا حَرْثَكمْ أَنَّى شِئْتمْ ) فقال ابن عباس: إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات، فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة، فأنكرن ذلك وقلن: هذا شيء لم نكن نؤتي عليه، فانتشر الحديث 76 حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنـزل الله تعالى في ذلك: ( نِسَاؤكمْ حَرْثٌ لَكمْ فَأْتوا حَرْثَكمْ أَنَّى شِئْتمْ ) قال: إن شئت مقبلة وإن شئت مدبرة وإن شئت باركة، وإنما يعني بذلك موضع الولد للحرث يقول: ائت الحرث حيث شئت. رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه، عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام، عن إسحاق بن إبراهيم، عن المحاربي.

    أخبرنا سعيد بن محمد الحياني قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه قال: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا علي بن جعد قال: حدثنا شعبة عن محمد ابن المنكدر قال: سمعت جابر قال: قالت اليهود: إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول فأنـزل الله عز وجل: ( نِسَاؤكمْ حَرْثٌ لَكمْ ) الآية.

    أخبرنا سعيد بن محمد الحياني قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن الشرقي قال: أخبرنا أبو الأزهر قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبو كريب قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قالت اليهود: إذا نكح الرجل امرأته مجبية جاء ولدها أحول، فنـزلت: ( نِسَاؤكمْ حَرْثٌ لَكمْ فَأْتوا حَرْثَكمْ أَنَّى شِئْتمْ ) إن شاء مجبية، وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد. رواه مسلم عن هارون بن معروف عن وهب بن جرير، قال الشيخ أبو حامد بن الشرفي: هذا حديث جليل يساوي مائة حديث، لم يروه عن الزهري إلا النعمان بن راشد.

    أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي قال: أخبرنا أبو عمرو بن 77 حمدان قال: حدثنا أبو عليّ قال: حدثنا زهير قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا يعقوب القمي قال: حدثنا جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، فقال: "وما الذي أهلكك؟" قال: حولت رحلي الليلة، قال. فلم يردّ عليه شيئًا فأَوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( نِسَاؤكمْ حَرْثٌ لَكمْ فَأْتوا حَرْثَكمْ أَنَّى شِئْتمْ ) يقول: أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة.

    أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني قال: حدثنا عبد الله بن محمد الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا المحاربي عن ليث، عن أبي صالح، عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قوله: ( فَأْتوا حَرْثَكمْ أَنَّى شِئْتمْ ) قال: نـزلت في العزل، وقال ابن عباس في رواية ال*****ي: نـزلت في المهاجرين لما قدموا المدينة، ذكروا إتيان النساء فيما بينهم والأنصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن إذا كان المأتى واحدًا في الفرج، فعابت اليهود ذلك إلا من بين أيديهن خاصّة، وقالوا: إنا لنجد في كتاب الله التوراة أنّ كل إتيان يؤتى النساء غير مستلقيات دنس عند الله، ومنه يكون الحول والخبل، فذكر المسلمون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إنا كنا في الجاهلية وبعدما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا، وإن اليهود عابت علينا ذلك، وزعمت لنا كذا وكـذا فأكـذب الله تعالى اليهود ونـزل عليه يرخص لهم: ( نِسَاؤكمْ حَرْثٌ لَكمْ ) يقول: الفرج مزرعة للولد ( فَأْتوا حَرْثَكمْ أَنَّى شِئْتمْ ) يقول: كيف شئتم، من بين يديها ومن خلفها في الفرج.

    قوله تعالى: ( وَلا تَجْعَلوا اللَّهَ عرْضَةً لأيْمَانِكمْ ) 224.

    قال ال*****ي: نـزلت في 78 عبد الله بن رواحة ينهاه عن قطيعة ختنه بشير بن النعمان، وذلك أن ابن رواحة حلف أن لا يدخل عليه أبدًا، ولا يكلمه، ولا يصلح بينه وبين امرأته ويقول: قد حلفت بالله أن لا أفعل، ولا يحل لي إلا أن أبرّ في يميني، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

    قوله تعالى: ( لِلَّذِينَ يؤْلونَ مِنْ نِسَائِهِم ) الآية 226 .

    أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا الحارث بن عبيد قـال: حدثنا عامر الأحول عن عطاء عن ابن عباس قال: كان إيلاء أهل الجاهلية السنة والسنتين وأكثر من ذلك، فوقّت الله أربعة أشهر، فمن كان إيلاؤه أقلّ من أربعة أشهر فليس بإيلاء، وقال سعيد بن المسيب: كان الإيلاء من ضرار أهل الجاهلية، كان الرجل لا يريد المرأة ولا يحبّ أن يتزوجها غيره فيحلف أن لا يقربها أبدًا، وكان يتركها كذلك لا أيما ولا ذاتَ بعل، فجعل الله تعالى الأجل الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة أربعة أشهر وأنـزل الله تعالى: ( لِلَّذِينَ يؤْلونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ) الآية.

    قوله تعالى: ( الطَّلاق مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْروفٍ ) الآية 229.

    أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا الربيع قال: حدثنا الشافعي قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان الرجل إذا طلق امرأته ثم ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها، كان ذلك له، وإن طلقها 79 ألف مرة، فعمد رجل إلى امرأة لـه فطلقها، ثم أمهلها حتى إذا شارفت انقضاء عدتها ارتجعها، ثم طلقها وقال: والله لا آويك إليّ ولا تحلين أبدًا، فأنـزل الله عز وجل: ( الطَّلاق مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْروفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ).

    أخبرنا أبو بكر التميمي قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الحزوري قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا يعلى المكي مولى آل الزبير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها أتتهـا امرأة فسألتها عن شيء من الطلاق، قالت: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنـزلت: ( الطَّلاق مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْروفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ).
    avatar
    نايف بارويشد ش 20
    عالم جديد
    عالم جديد


    المساهمات : 16
    تاريخ التسجيل : 22/12/2014

    سبب نزول سورة البقرة Empty الاية (229-260)

    مُساهمة من طرف نايف بارويشد ش 20 الإثنين ديسمبر 22, 2014 4:14 am


    قوله تعالى: ( وَإِذَا طَلَّقْتم النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهنَّ فَلاتَعْضلوهنَّ ) الآية 231.

    أخبرنا أبو سعد بن أبي بكر بن الغازي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ قال: أخبرني أحمد بن محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان عن يونس بن عبيد عن الحسن أنه قال في قول الله عز وجل: ( فَلا تَعْضلوهنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهنَّ إِذَا تَرَاضَوْا ) الآية، قال: حدثني معقل بن يسار أنها نـزلت فيه قال: كنت زوّجت أختًا لي من رجل فطلقها حتى إذا 80 انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت له: زوّجتك وأفرشتك وأكرمتك فطلقتها، ثم جئت تخطبها؟

    لا والله لا تعود إليها أبدًا قال: وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه، فأنـزل الله عز وجل هذه الآية فقلت: الآن أفعل يا رسول الله، فزوّجتها إياه. رواه البخاري عن أحمد بن حفص.

    أخبرنا الحاكم أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: حدثنا علي بن عمر بن مهدي قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري قال: حدثنا يحيى بن جعفر قال: حدثنا أبو عامر العقدي قال: حدثنا عباس بن راشد عن الحسن قال: حدثني معقل بن يسار قال: كانت لي أخت فخطبت إليّ وكنت أمنعها الناس، فأَتاني ابن عم لي فخطبها فأَنكحتها إياه فاصطحبا ما شاء الله، ثم طلقها طلاقًا له رجعة، ثم تركها حتى انقضت عدتها فخطبها مع الخطاب، فقلت: منعتها الناس وزوّجتك إياها، ثم طلقتها طلاقًا له رجعة، ثم تركتها حتى انقضت عدتها، فلما خطبت إليّ أتيتني تخطبها، لا أزوّجك أبدًا فأنـزل الله تعالى: ( وَإِذَا طَلَّقْتم النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهنَّ فَلا تَعْضلوهنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهنَّ ) فكفرت عن يميني وأنكحتها إياه.

    أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم النصراباذي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز، أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله 81 البصري قال: حدثنا حجاج بن منهال قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن: أن معقل بن يسار زوّج أخته من رجل من المسلمين، وكانت، عنده ما كانت فطلقها تطليقة ثم تركها ومضت العدة، فكانت أحق بنفسها، فخطبها مع الخطاب فَرضيت أن ترجع إليه، فخطبها إلى معقل بن يسار، فغضب معقل وقال: أكرمتك بها فطلقتها، لا والله لا ترجع إلي بعدها، قال الحسن: علم الله حاجة الرجل إلى امرأته وحاجة المرأة إلى بعلها، فأنـزل الله تعالى في ذلك القرآن: ( وَإِذَا طَلَّقْتم النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهنَّ فَلا تَعْضلوهنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهمْ بِالْمَعْروفِ ) إلى آخر الآية، قال: فسمع ذلك معقل بن يسار فقال: سمعًا لربي وطاعة، فدعا زوّجها فقال: أزوجك وأكرمك فزوّجها إياه.

    أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الشاهد أخبرنا جدي أخبرنا أبو عمرو الحيري قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السدي عن رجاله قال: نـزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري كانت له بنت عم فطلقها زوجها تطليقة فانقضت عدتها ثم رجع يريد رجعتها فأبى جابر وقال: طلقت ابنة عمنا ثم تريد أن تنكحها الثانية وكانت المرأة تريد زوجها قد رضيت به فنـزلت فيهم الآية.
    قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ يتَوَفَّوْنَ مِنْكمْ وَيَذَرونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأزْوَاجِهِمْ ) الآية 234 .

    أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد العزيز المروزي في كتابه، أخبرنا أبو 82 الفضل محمد بن الحسين الحداديّ، أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ قال: حدثت عن مقاتل بن حيان في هذه الآية: أن رجلا من أهل الطائف قدم المدينة وله أولاد رجال ونساء، ومعه أبواه وامرأته، فمات بالمدينة، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأعطى الوالدين وأعطى أولاده بالمعروف ولم يعط امرأته شيئًا، غير أنه أمرهم أن ينفقوا عليها من تركة زوجها إلى الحول.

    قوله تعالى: ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) 256.

    أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر المزكي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا الحسين بن محمد مصعب قـال: حدثني يحيى بن حكيم قال: حدثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كانت المرأة من نساء الأنصار تكون مقلاة فتجعل على نفسها إنْ عاش لها ولد أن تهوِّده، فلما أجليت النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا، فأنـزل الله تعالى: ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّشْد مِنَ الْغَيِّ ).

    أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل فال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا وهب بن جرير عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) قال: كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن 83 عاش لها ولد لتهودنه فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم أناس من أبناء الأنصار فقالت الأنصار: يا رسول الله أبناؤنا فأنـزل الله تعالى: ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) قال سعيد بن جبير: فمن شاء لحق بهم ومن شاء دخل في الإسلام.

    وقال مجاهد: نـزلت هذه الآية في رجل من الأنصار كان له غلام أسود يقال له: صبيح وكان يكرهه على الإسلام.

    وقال السدّي: نـزلت في رجل من الأنصار يكنى أبا الحصين، وكان له ابنان، فقدم تجار الشام إلى المدينة يحملون الزيت، فلما أرادوا الرجوع من المدينة أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا وخرجا إلى الشام فأخبر أبو الحصين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اطلبهما" فأنـزل الله عز وجل: ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبعدهما الله هما أول من كفر"؛ قال: وكان هذا قبل أن يؤمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال أهل الكتاب ثم نسخ قوله: ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) وأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة. وقال مسروق: كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان فتنصرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الطعام فأتاهما أبوهما فلزمهما وقال: والله لا أدعكما حتى تسلما فأبيا أن 84 يسلما فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أيدخل بعض النار وأنا أنظر؟ فأنـزل الله عز وجل: ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّشْد مِنَ الْغَيِّ ) فخلى سبيلهما.

    أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم المقري أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محفوظ قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال: أخبره عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد قال: كان ناس مسترضعين في اليهود: قريظة والنضير، فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإجلاء بني النضير قال أبناؤهم من الأوس الذين كانوا مسترضعين فيهم، لنذهبنّ معهم ولنديننّ بدينهم، فمنعهم أهلهم وأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام، فنـزلت: ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) الآية.

    قوله تعالى: ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تحْيِ الْمَوْتَى ) الآية 260.

    ذكر المفسرون السبب في سؤال إبراهيم ربه أن يريه إحياء الموتى. أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا شعبة بن محمد قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا روح حدثنا سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أن إبراهيم أتى على دابة ميتة قد توزعتها دواب البر والبحر قال: ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تحْيِ الْمَوْتَى ) وقال الحسن وعطاء الخـراساني والضحاك وابن جريج: إن إبراهيم الخليل مر على دابة ميتة قـال ابن جريج: كانت جيفة حمار بساحل البحر. قال عطاء: بحيرة طبرية قالوا: فرآها قد توزعتها دوابّ البرّ والبحر فكان إذا مدّ البحر جاءت الحيتان ودوابّ البحر فأكلت منها، فما وقع منها يقع في الماء وإذا جذر البحر جاءت السباع فأكلت منها فما وقع منها يصير ترابًا، فإذا ذهبت السباع جاءت الطير فأكلت 85 منها، فما سقط قطعته الريح في الهواء، فلما رأى ذلك إبراهيم تعجب منها وقال: "يا رب قد علمت لتجمعنها. فأرني كيف تحييها لأعاين ذلك؟".

    وقال ابن زيد: مر إبراهيم بحوت ميت نصفه في البر ونصفه في البحر فما كان في البحر فدوابّ البحر تأكله وما كان منه في البر فدوابّ البر تأكله، فقال له إبليس الخبيث: متى يجمع الله هذه الأجزاء من بطون هؤلاء؟ فقال: ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) بذهاب وسوسة إبليس منه.

    أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني فيما أذن لي في روايته قال: حدثناعبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن سهل قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان قال: حدثنا أبي قال: كنت جالسًا مع عكرمة عند الساحل، فقال عكرمة: إن الذين يغرقون في البحار تقسم الحيتان لحومهم فلا يبقى منهم شيء إلا العظام فتلقيها الأمواج على البر فتصير حائلة نخرة، فتمرّ بها الإبل فتأكلها فتبعر ثم يجيء قوم فيأخذون ذلك البعر فيوقدون فتخمد تلك النار فتجيء ريح فتسفي ذلك الرماد على الأرض، فإذا جاءت النفخة خرج أولئك وأهل القبور سواء، وذلك قوله تعالى: ( فَإِذَا همْ قِيَامٌ يَنْظرونَ ).

    وقال محمد بن إسحاق بن يسار: إن إبراهيم لما احتج على نمروذ فقال: ( رَبِّيَ الَّذِي يحْيِي وَيمِيت ) وقال نمروذ: أنا أحيي وأميت، ثم قتل رجلا وأطلق رجلا قال: قد أمتّ ذلك وأحييت هذا، قال له إبراهيم: "فإن الله يحيي بأن يردّ الروح إلى جسد ميت" فقال له نمروذ: هل عاينتّ هذا الذي تقوله؟ ولم يقدر أن يقول: نعم رأيته، فانتقل إلى حجة أخرى، ثم سأل ربه أن يريه إحياء الميت لكي يطمئن قلبه عند الاحتجاج، فإنه يكون مخبرًا عن مشاهدة وعيان.

    وقال ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي: لما اتخذ إبراهيم خليـلا استأذن ملك الموت ربه أن يأتي إبراهيم فيبشّره بذلك، فأتاه فقال: جئتك أبشرك بأن الله تعالى اتخذك خليلا فحمد الله عز وجل وقال: "ما علامةُ ذلك؟" قال: أن يجيب الله دعاءك وتحيي الموتى بسؤالك، ثم انطلق وذهب، فقال إبراهيم: ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تحْيِ الْمَوْتَى ) قال: ( أَوَلَمْ تؤْمِنْ ) قال: ( بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) بعلمي أنك تجيبني إذا دعوتـك، وتعطيني إذا سألتك، أنك اتخذتني خليلا.
    avatar
    نايف بارويشد ش 20
    عالم جديد
    عالم جديد


    المساهمات : 16
    تاريخ التسجيل : 22/12/2014

    سبب نزول سورة البقرة Empty الاية (260-271)

    مُساهمة من طرف نايف بارويشد ش 20 الإثنين ديسمبر 22, 2014 4:16 am


    قوله تعالى: ( الَّذِينَ ينْفِقونَ أَمْوَالَهمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) الآية 262.

    قال ال*****ي: نـزلت في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، أما عبد الرحمن بن عوف فإنه جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم بأربعة آلاف درهم صدقة، فقال: كان عندي ثمانية الآف درهم، فأمسكت منها لنفسي ولعيالي أربعة الآف درهم وأربعة الآف أقرضتها ربي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت".

    وأما عثمان رضي الله عنه فقال: عليّ جهاز من لا جهاز له في غزوة تبوك، فجهز المسلمين بألف بعير بأقتابها وأحلاسها، وتصدق برومة -ركية كانت له- على المسلمين، فنـزلت فيهما هذه الآية.

    وقال أبو سعيد الخدري: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعًا يده يدعو لعثمان ويقول: "يا رب إن عثمان بن عفان رضيت عنه فارض عنه" فما زال رافعًا يده حتى طلع الفجر، فأنـزل الله تعالى فيه: ( الَّذِينَ ينْفِقونَ أَمْوَالَهمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) الآية.

    قوله تعالى: ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا أَنْفِقوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتمْ ) الآية 267.

    أخبرنا عبد الرحمن أحمد الصيدلاني قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن نعيم قال: حدثنا أحمد بن سهل بن حمدويه قال: حدثنا قيس بن أنيف، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر: قال أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر بصاع من تمر، فجاء رجل بتمر رديء، فنـزل القرآن: ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا أَنْفِقوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّموا الْخَبِيثَ مِنْه تنْفِقونَ ).

    أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد الواعظ قال: أخبرنا عبد الله بن حامد الأصفهاني قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي قال: حدثنا أحمد بن موسى الجماز قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة قال: حدثنا أسباط بن نصر، عن السُّدّي، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: نـزلت هذه الآية في الأنصار، كانت تخرج إذا كان جذاذ النخل من حيطانها أقناء من التمر والبسر، فيعلقونها على حبل بين اسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل منه فقراء المهاجرين، وكان الرجل يعمد فيخرج قنو الحشف وهو يظن 88 أنه جائز عنه في كثرة ما يوضع من الأقناء فنـزل فيمن فعل ذلك: ( وَلا تَيَمَّموا الْخَبِيثَ مِنْه تنْفِقونَ ) يعني القنو الذي فيه حشف ولو أهدي إليكم ما قبلتموه.

    قوله تعالى: ( إِنْ تبْدوا الصَّدَقَاتِ ) الآية 271.

    قال ال*****ي: لما نـزل قوله تعالى: ( وَمَا أَنْفَقْتمْ مِنْ نَفَقَةٍ ) الآية، قالوا: يا رسول الله صدقة السر أفضل أم صدقة العلانية؟ فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

    قوله تعالى: ( لَيْسَ عَلَيْكَ هدَاهمْ ) الآية 272.

    أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر. حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن مسلم، حدثنا سهل بن عثمان العسكري، حدثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصدقوا إلا على أهل دينكم" فأنـزل الله تعالى: ( لَيْسَ عَلَيْكَ هدَاهمْ ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تصدقوا على أهل الأديان".

    أخبرنا أحمد، حدثنا عبد الله حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سهل حدثنا ابن نمير، عن الحجاج، عن سلمان المكي، عن ابن الحنفية قال:

    كان المسلمون يكرهون أن يتصدقوا على الفقراء المشركين حتى نـزلت هذه الآية، فأمروا أن يتصدقوا عليهم.

    وقال الكلبي: اعتمر رسول الله عُمْرَةَ القضاء وكانت معه في تلك العمرة أسماء بنت أبي بكر، فجاءتها أمها قتيلة وجدتها يسألانها، وهما مشركتان، فقالت: لا أعطيكم شيئًا حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنكما لستما على ديني. فاستأمرته في ذلك، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد نـزول هذه الآية، أن تصدق عليهما، فأعطتهما ووصلتهما. قال ال*****ي: ولها وجه آخر، وذلك أن ناسا من المسلمين كانت لهم قرابة وأصهار ورضاع في اليهود، وكانوا ينفعونهم قبل أن يسلموا فلما أسلموا كرهوا أن ينفعوهم وأرادوهم على أن يسلموا فاستأمروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنـزلت هذه الآية فأعطوهم بعد نـزولها.
    avatar
    نايف بارويشد ش 20
    عالم جديد
    عالم جديد


    المساهمات : 16
    تاريخ التسجيل : 22/12/2014

    سبب نزول سورة البقرة Empty الاية (271-اخر الصورة)

    مُساهمة من طرف نايف بارويشد ش 20 الإثنين ديسمبر 22, 2014 4:18 am


    قوله تعالى: ( الَّذِينَ ينْفِقونَ أَمْوَالَهمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) الآية 274.

    أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي أخبرنا عمرو بن نجيد قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا محمد بن شُعيب، عن ابن مهدي، عن يزيد بن عبد الله بن عريب، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نـزلت هذه الآية: ( الَّذِينَ ينْفِقونَ أَمْوَالَهمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهمْ أَجْرهمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) في أصحاب 90 الخيل" وقال: "إن الشياطين لا تخبل أحدًا في بيته فَـَرسٌ عتيق من الخيل" وهذا قول أبي أمامة وأبي الدرداء ومكحول والأوزاعي ورباح بن زيد، قالوا: هم الذين يرتبطون الخيل في سبيل الله تعالى ينفقون عليها بالليل والنهار سرًّا وعلانية، نـزلت فيمن لم يرتبطها خيلاء ولا لضمار.

    أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال: أخبرني الحسين بن محمد الدينوري قال: حدثنا عمر بن محمد بن عبد الله النهرواني قال: حدثنا عليّ بن محمد بن مهرويه القزويني قال: حدثنا علي بن داود القنطري قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني أبو شريح، عن قيس بن الحجاج، عن حنش بن عبد الله الصنعاني أنه قال: حدث ابن عباس في هذه الآية: ( الَّذِينَ ينْفِقونَ أَمْوَالَهمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) قال: في علف الخيل.

    ويدلّ على صحة هذا ما أخبرنا أبو إسحاق المقري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس قال: أخبرنا أبو العباس عبد الله بن يعقوب الكرماني قال: حدثنا محمد بن زكريا الكرماني قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا عبد الحميد بن بَهْرام، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ارتبط فرسًا في سبيل الله فأنفق عليه احتسابًا كان شِبَعه وجُوعه ورِبه وظَمَؤُه وبوله ورَوْثُه في ميزانه يوم القيامة".

    وأخبرنا أبو إسحاق قال: أخبرنا أبو عمرو الفراتي قال: أخبرنا أبو موسى عمران بن موسى قال: حدثنا سعيد بن عثمان الجزري قال: حدثنا فارس بن عمر قال: حدثنا صالح بن محمد قال: حدثنا سليمان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن مكحول، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المنفق في سبيل الله على فرسه كالباسط كفيه بالصدقة".

    أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن الكاتب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذان الرازي. قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا ابو سعيد الأشج قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: أخبرنا رجاء بن أبي سلمة، عن سليمان بن موسى الدمشقي، عن عجلان بن سهل الباهلي قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: من ارتبط فرسًا في سبيل الله لم يرتبطه رياء ولا سمعة كان من الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار.

    قول آخر: أخبرنا أبو بكر التميمي أخبرنا أبو محمد بن حيان حدثنا محمد بن يحيى بن مالك الضبي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الجرجاني قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: ( الَّذِينَ ينْفِقونَ أَمْوَالَهمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) قال: نـزلت في عليّ بن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم، فأنفق بالليل واحدًا وبالنهار واحدًا وفي السرّ واحدًا وفي العلانية واحدًا.

    أخبرنا أحمد بن الحسن الكاتب قال: حدثنا محمد بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه قال: كان لعليّ رضي الله عنه أربعة دراهم، فأنفق درهمًا بالليل، ودرهمًا بالنهار، ودرهمًا سرّا، ودرهمًا علانية فنـزلت: ( الَّذِينَ ينْفِقونَ أَمْوَالَهمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً).

    وقال ال*****ي: نـزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: لم يكن يملك غير أربعة دراهم، فتصدّق بدرهم ليلا وبدرهم نهارًا، وبدرهم سرّا، وبدرهم علانية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما حملك على هذا؟" قال: حملني أن أستوجب على الله الذي وعدني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا إن ذلك لك" فأنـزل الله تعالى هذه الآية.


    قوله تعالى: ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا اتَّقوا اللَّهَ وَذَروا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ) 278.

    أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أحمد بن الأخنس قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا ال*****ي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: بلغنا والله أعلم أن هذه الآيـة نـزلت في بني عمرو بن عمير بن عوف من ثقيف، وفي بني المغيرة من بني مخزوم، وكانت بنو المغيرة يربون لثقيف، فلما أظهر الله تعالى رسوله على مكة، وضع يومئذ الربا كله، فأتى بنو عمرو بن عمير وبنو المغيرة إلى عتاب بن أَسِيد وهو على مكة، فقال بنو المغيرة: ما جعلنا أشقى الناس بالربا وضع عن الناس غيرنـا، فقال بنو عمرو بن عمير: صولحنا على أن لنا ربانا، فكتب عتاب في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنـزلت هذه الآية والتي بعدها: ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلوا فَأْذَنوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ ) فعرف بنو عمرو أن لا يدان لهم بحرب من الله ورسوله يقول الله تعالى: ( وَإِنْ تبْتمْ فَلَكمْ رءوس أَمْوَالِكمْ لا تَظْلِمونَ ) فتأخذون أكثر ( وَلا تظْلَمونَ ) فتبخسون منه.

    وقال عطاء وعكرمه: نـزلت هذه الآيـة في العباس بن عبد المطلب وعثمان بن عفان وكانا قد أسلفا في التمر، فلما حضر الجَذاذ قـال لهما صاحب التمر: لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أنتما أخذتما حظكما كله، فهل لكما أن تأخذا النصف وتؤخرا النصف وأضعف لكما ففعلا؛ فلما حلّ الأجل طلبا الزيادة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهاهما وأنـزل الله تعالى هذه الآية، فسمعا وأطاعا وأخذا رؤوس أموالهما.

    وقال السدي: نـزلت في العباس وخالد بن الوليد وكانا شريكين في الجاهلية يسلفان في الربا فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا فأنـزل الله تعالى هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب".

    قوله تعالى: ( وَإِنْ كَانَ ذو عسْرَةٍ ) 280.

    قال ال*****ي: قالت بنو عمرو بن عمير لبني المغيرة: هاتوا رؤوس أموالنا ولكن الربا ندعه لكم، فقالت بنو المغيرة: نحن اليوم أهل عسرة فأخرونا إلى أن تدرك الثمرة، فأبوا أن يؤخروهم فأنـزل الله تعالى: ( وَإِنْ كَانَ ذو عسْرَةٍ ) الآية.
    avatar
    عبدالله موسی ش21
    من كبآر العلمآء
    من كبآر العلمآء


    المساهمات : 310
    تاريخ التسجيل : 27/12/2014

    سبب نزول سورة البقرة Empty رد: سبب نزول سورة البقرة

    مُساهمة من طرف عبدالله موسی ش21 الأحد ديسمبر 28, 2014 12:59 am

    جزاك الله خير
    avatar
    عبدالرحمن العمودي ش-21
    من كبآر العلمآء
    من كبآر العلمآء


    المساهمات : 306
    تاريخ التسجيل : 20/12/2014

    سبب نزول سورة البقرة Empty رد: سبب نزول سورة البقرة

    مُساهمة من طرف عبدالرحمن العمودي ش-21 الأحد ديسمبر 28, 2014 3:24 am

    جزاك الله خير
    avatar
    عبدالرحمن العمودي ش-21
    من كبآر العلمآء
    من كبآر العلمآء


    المساهمات : 306
    تاريخ التسجيل : 20/12/2014

    سبب نزول سورة البقرة Empty رد: سبب نزول سورة البقرة

    مُساهمة من طرف عبدالرحمن العمودي ش-21 الأحد ديسمبر 28, 2014 3:24 am

    يعطيك العافيه

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:47 pm