اللغة في الرياضيات :
تتميز الرياضيات بالمستوى العالى في التجريد ومن ثم فهى تستخدم الرموز بدلا من الألفاظ العادية فهى لغة قائمة على الرموز والقدرة على استخدام الرمز من الهبات التي ينفرد بها الإنسان ، ودراسة لغة الرياضيات التي تقوم على الرموز ،يمكن أن تسهم إسهاما فعالا في تحقيق أهدافها .
وتشترك اللغة والرياضيات في السعى إلى تحقيق ما وراء المعرفة ، كما يتجلى الوجود الحقيقى للغة في الرياضيات في المعنى الحقيقى للروابط بين اللغة والفكر ، حيث إن العلاقة أكبر من أن تكون مجرد احتكاك خارجي ، فالفكر والكلمة جسم واحد فلا يحدث فكر دون لغة ولا تحدث لغة ليس لذاتها فكرا .
واللغة للفكر كالأرقام للحساب ، فلا يمكننا تصور عملية حسابية دون أرقام -مع أن الحساب من حيث هو عملية عقلية – شىء والأرقام شىء آخر ، فإن جزءا كبيرا من تفكيرنا يجرى في ألفاظ فالكلام والكتابة يبلوران الألفاظ وينظمانها ، كما أن الألفاظ قد تعرقل التفكير إذا استخدمت بشكل ضبابى وبغير رصيد من الأفكار الصحيحة .
ومن الأشياء الطريفة التي تثبت التداخل بين اللغة والرياضيات وجود علاقة بين الرياضيات والشعر وهى ليست مجرد ارتباطات عديدة عقلية وفنية ، فسمو الشعر يرتكز على رمزية الشعر وعلى التكيف المتطرف في اقتصاد المدروس للكلمات وهذا بالضبط هو السبب في سمو الرياضيات عن بقية العلوم الأخرى ، فمثلا نقول : نعبر عن العدد سبعة بالرمز( 7 ) كما نقول : أن ( أ ) عدد …. وبهذا نكون قد كثفنا كل الرموز لكل الأعداد في رمز واحد وهذا هو الاقتصاد في الكلمات ، كما تقترب الرياضيات من الشعر في طريقة التنفيذ فإذا كان الشاعر يبذل جهدا كبيرا ويعانى عند بنائه القصيدة وكذلك الرياضي يعانى إذ لا يتوانى ولا يدخر جهدا في البحث عن طرق تؤدى إلى اختصار الحلول وتبسيطها ، كما لا ننسى الهندسة فالمهندس مثل الشاعر لا يحتاج إلا إلى الورقة والقلم ليساعداه في إخراج تخيلاته وإذا كان التخيل هو العنصر الأكثر أساسا في الفنون بصورة عامة وفي الشعر بخاصة فإن الرياضيات ابتكار التخيل .
خلاصة القول : إن الدارسين للغة يحتاجون إلى عقلية رياضية ليتمكنوا من دقائقها، كما أن دراسة الرياضيات لا يمكن أن تتم بمعزل عن دراسة اللغة إذ بدونها لا يمكن فهم المشكلات الرياضية ولذا ينبغي النظر بعين الاعتبار إلى صعوبة الفصل بين الرياضيات واللغة وهذا بدوره يدعونا إلى التنسيق بين رجالات اللغة ورجالات الرياضيات عند تصميم المناهج.
ويمكن تلخيص الصلة بين الرياضيات وفنون اللغة من زاوية الاقتراب بين التطبيقات التربوية فيما يلي:
*الاستخدام المباشر لبعض المهارات الرياضية في بعض فنون اللغة كما يحتمل أن تلجأ الرياضيات إلى بعض أساليب فنون اللغة في التماثل والدقة وطريقة التنفيذ .
*إن كلا منهما يساعد على تكوين معايير يبنى على أساسها الفرد أحكامه وتشكل ما يسمى بالذوق العام.
*إن كلا منهما يؤدى إلى الاستمتاع الحسي والعقلي والاجتماعي.
*إن كلا منهما يتصل بالخيال والقدرة على الخلق والابتكار.
وهكذا فيؤمل من معلمينا و معلماتنا أن يتفاعلوا مع هذه العلاقة المتداخلة والوطيدة بين الرياضيات واللغة العربية والسعى حثيثا إلى الاهتمام بالطريقة التكاملية عند التدريس وتنسيق الجهود بين معلمى المواد المختلفة حتىتكتمل المعرفة عند طلابنا .
والله الموفق.
تتميز الرياضيات بالمستوى العالى في التجريد ومن ثم فهى تستخدم الرموز بدلا من الألفاظ العادية فهى لغة قائمة على الرموز والقدرة على استخدام الرمز من الهبات التي ينفرد بها الإنسان ، ودراسة لغة الرياضيات التي تقوم على الرموز ،يمكن أن تسهم إسهاما فعالا في تحقيق أهدافها .
وتشترك اللغة والرياضيات في السعى إلى تحقيق ما وراء المعرفة ، كما يتجلى الوجود الحقيقى للغة في الرياضيات في المعنى الحقيقى للروابط بين اللغة والفكر ، حيث إن العلاقة أكبر من أن تكون مجرد احتكاك خارجي ، فالفكر والكلمة جسم واحد فلا يحدث فكر دون لغة ولا تحدث لغة ليس لذاتها فكرا .
واللغة للفكر كالأرقام للحساب ، فلا يمكننا تصور عملية حسابية دون أرقام -مع أن الحساب من حيث هو عملية عقلية – شىء والأرقام شىء آخر ، فإن جزءا كبيرا من تفكيرنا يجرى في ألفاظ فالكلام والكتابة يبلوران الألفاظ وينظمانها ، كما أن الألفاظ قد تعرقل التفكير إذا استخدمت بشكل ضبابى وبغير رصيد من الأفكار الصحيحة .
ومن الأشياء الطريفة التي تثبت التداخل بين اللغة والرياضيات وجود علاقة بين الرياضيات والشعر وهى ليست مجرد ارتباطات عديدة عقلية وفنية ، فسمو الشعر يرتكز على رمزية الشعر وعلى التكيف المتطرف في اقتصاد المدروس للكلمات وهذا بالضبط هو السبب في سمو الرياضيات عن بقية العلوم الأخرى ، فمثلا نقول : نعبر عن العدد سبعة بالرمز( 7 ) كما نقول : أن ( أ ) عدد …. وبهذا نكون قد كثفنا كل الرموز لكل الأعداد في رمز واحد وهذا هو الاقتصاد في الكلمات ، كما تقترب الرياضيات من الشعر في طريقة التنفيذ فإذا كان الشاعر يبذل جهدا كبيرا ويعانى عند بنائه القصيدة وكذلك الرياضي يعانى إذ لا يتوانى ولا يدخر جهدا في البحث عن طرق تؤدى إلى اختصار الحلول وتبسيطها ، كما لا ننسى الهندسة فالمهندس مثل الشاعر لا يحتاج إلا إلى الورقة والقلم ليساعداه في إخراج تخيلاته وإذا كان التخيل هو العنصر الأكثر أساسا في الفنون بصورة عامة وفي الشعر بخاصة فإن الرياضيات ابتكار التخيل .
خلاصة القول : إن الدارسين للغة يحتاجون إلى عقلية رياضية ليتمكنوا من دقائقها، كما أن دراسة الرياضيات لا يمكن أن تتم بمعزل عن دراسة اللغة إذ بدونها لا يمكن فهم المشكلات الرياضية ولذا ينبغي النظر بعين الاعتبار إلى صعوبة الفصل بين الرياضيات واللغة وهذا بدوره يدعونا إلى التنسيق بين رجالات اللغة ورجالات الرياضيات عند تصميم المناهج.
ويمكن تلخيص الصلة بين الرياضيات وفنون اللغة من زاوية الاقتراب بين التطبيقات التربوية فيما يلي:
*الاستخدام المباشر لبعض المهارات الرياضية في بعض فنون اللغة كما يحتمل أن تلجأ الرياضيات إلى بعض أساليب فنون اللغة في التماثل والدقة وطريقة التنفيذ .
*إن كلا منهما يساعد على تكوين معايير يبنى على أساسها الفرد أحكامه وتشكل ما يسمى بالذوق العام.
*إن كلا منهما يؤدى إلى الاستمتاع الحسي والعقلي والاجتماعي.
*إن كلا منهما يتصل بالخيال والقدرة على الخلق والابتكار.
وهكذا فيؤمل من معلمينا و معلماتنا أن يتفاعلوا مع هذه العلاقة المتداخلة والوطيدة بين الرياضيات واللغة العربية والسعى حثيثا إلى الاهتمام بالطريقة التكاملية عند التدريس وتنسيق الجهود بين معلمى المواد المختلفة حتىتكتمل المعرفة عند طلابنا .
والله الموفق.