من طرف مُلَخَّص سِلْسِلَة: المَدْخَل لِعِلْمِ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّة
للشيخ وليد بن عثمان الرشودي -حفظه الله تعالى-
المحاضرة الثالثة
مصادر التاريخ
التاريخ يُعنى بالبشرية، فهو يُدَوِّن حياة البشرية من خلق آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعة، فيوجد في كل زمن من الأزمان مؤرخون يُعنون بهذه الحقبة الزمنية فيُدَوِّنون ما فيها من الأحداث ومن الأشخاص ومن الدول، وكل يعتني بما يهم.
● من مصادر التاريخ
1) القرآن الكريم: فالقرآن الكريم تكلم على سير أقوام وعلى أحوال أمم فيما مضى لا يمكن أن تصل إليها بأصدق وأحسن عبارة من القرآن الكريم.
قال الله تعالى:{أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ}[السجدة:26].
ولا نقول أن القرآن الكريم كتاب تاريخ معاذ الله تعالى، لكن القرآن العظيم مصدر يوجد فيه من تلك الأخبار السابقة والغابرة مما يجعلك تطمئن يقول الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[يوسف:111].
فالقرآن الكريم كتاب مُحْكَم يأتيك بأَوْجَز عبارة وأسلسها.
إذًا المصدر الأساس هو القرآن الكريم خصوصًا في قضية إلى أن انقطع التنزيل فهو قضية للمؤرخ من عهد النبي صلى الله عليه وسلم فما فوق.
2) السنة النبوية: النبي صلى الله عليه وسلم حكا لنا جملة من تاريخ الأنبياء عليهم السلام وقصص من كان قبلنا وأحوالهم وأوضاعهم وما كان فيهم من الأمور...
3) أقوال الصحابة رضي الله عنهم: فرضي الله عنهم تكلموا لنا عن التاريخ.
وأقوال الصحابة رضي الله عنهم يأتيك بنوعين من أنواع التاريخ:
المرحلة الزمنية التي عاشوها ورأوا فيها من الأحوال والحوادث والأمور فيحكونه لنا، مثل: ما قبل البعثة وبعدها إلى أن تقف عندهم المرحلة التي هم فيها.
كذلك مثل قول ابن عباس -رضي الله عنه
كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على التوحيد، ثم بعد ذلك اجتالتهم الشياطين فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ليُرجِعوا الناس إلى التوحيد).
4) ما جاء في الآثار والوثائق: مثلا تأتي إلى مدينة معينة ثم تدخل إليها فتجد مثلا: البنيان من طين وسقف من أوراق النخل فيحدد لك حقبة زمنية معينة، أو تجد نقوش معينة.
وكذلك من الأمور المهمة الأموال والدراهم المضروبة في تلك الأزمان.
فمثل هذه الشارات والأختام والمسكوكات من العملات النقدية مادة ثرية للمؤرخ يستطيع بها أن يحلل المكان الذي هو فيه.
5) السماع: مثال: جدك أو جد جدك.
من أين أن تعرف أحوال جد جدك؟
بالطبع من السماع.
● أهم المميزات التي يجب أن تتوفر في المؤرخ
1- العلم بالتاريخ والاطلاع على مصادره واكتساب المعرفة بتواريخ الأمم والشعوب ومعرفة التعامل مع المصادر الأساسية للتاريخ.
2- الأمانة العلمية: وهي صفة مهمة في الباحث عمومًا والمؤرخ خصوصًا.
3- معرفة طرائق أهل العلم في الاستدلال وترتيب المسائل العلمية: وهذا من أهم الصفات التي يجب توفرها في المؤرخ.
نسأل الله تعالى أن يفتح علينا.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
للشيخ وليد بن عثمان الرشودي -حفظه الله تعالى-
المحاضرة الثالثة
مصادر التاريخ
التاريخ يُعنى بالبشرية، فهو يُدَوِّن حياة البشرية من خلق آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعة، فيوجد في كل زمن من الأزمان مؤرخون يُعنون بهذه الحقبة الزمنية فيُدَوِّنون ما فيها من الأحداث ومن الأشخاص ومن الدول، وكل يعتني بما يهم.
● من مصادر التاريخ
1) القرآن الكريم: فالقرآن الكريم تكلم على سير أقوام وعلى أحوال أمم فيما مضى لا يمكن أن تصل إليها بأصدق وأحسن عبارة من القرآن الكريم.
قال الله تعالى:{أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ}[السجدة:26].
ولا نقول أن القرآن الكريم كتاب تاريخ معاذ الله تعالى، لكن القرآن العظيم مصدر يوجد فيه من تلك الأخبار السابقة والغابرة مما يجعلك تطمئن يقول الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[يوسف:111].
فالقرآن الكريم كتاب مُحْكَم يأتيك بأَوْجَز عبارة وأسلسها.
إذًا المصدر الأساس هو القرآن الكريم خصوصًا في قضية إلى أن انقطع التنزيل فهو قضية للمؤرخ من عهد النبي صلى الله عليه وسلم فما فوق.
2) السنة النبوية: النبي صلى الله عليه وسلم حكا لنا جملة من تاريخ الأنبياء عليهم السلام وقصص من كان قبلنا وأحوالهم وأوضاعهم وما كان فيهم من الأمور...
3) أقوال الصحابة رضي الله عنهم: فرضي الله عنهم تكلموا لنا عن التاريخ.
وأقوال الصحابة رضي الله عنهم يأتيك بنوعين من أنواع التاريخ:
المرحلة الزمنية التي عاشوها ورأوا فيها من الأحوال والحوادث والأمور فيحكونه لنا، مثل: ما قبل البعثة وبعدها إلى أن تقف عندهم المرحلة التي هم فيها.
كذلك مثل قول ابن عباس -رضي الله عنه
كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على التوحيد، ثم بعد ذلك اجتالتهم الشياطين فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ليُرجِعوا الناس إلى التوحيد).
4) ما جاء في الآثار والوثائق: مثلا تأتي إلى مدينة معينة ثم تدخل إليها فتجد مثلا: البنيان من طين وسقف من أوراق النخل فيحدد لك حقبة زمنية معينة، أو تجد نقوش معينة.
وكذلك من الأمور المهمة الأموال والدراهم المضروبة في تلك الأزمان.
فمثل هذه الشارات والأختام والمسكوكات من العملات النقدية مادة ثرية للمؤرخ يستطيع بها أن يحلل المكان الذي هو فيه.
5) السماع: مثال: جدك أو جد جدك.
من أين أن تعرف أحوال جد جدك؟
بالطبع من السماع.
● أهم المميزات التي يجب أن تتوفر في المؤرخ
1- العلم بالتاريخ والاطلاع على مصادره واكتساب المعرفة بتواريخ الأمم والشعوب ومعرفة التعامل مع المصادر الأساسية للتاريخ.
2- الأمانة العلمية: وهي صفة مهمة في الباحث عمومًا والمؤرخ خصوصًا.
3- معرفة طرائق أهل العلم في الاستدلال وترتيب المسائل العلمية: وهذا من أهم الصفات التي يجب توفرها في المؤرخ.
نسأل الله تعالى أن يفتح علينا.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
