علوم الرياضيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

علوم الرياضيات

علوم الرياضيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم الرياضيات بإشراف: أ.عبدالواحد حسني


    الصدفة وأهميتها

    avatar
    ابراهيم الهليل ش-20
    عالم مبدع
    عالم مبدع


    المساهمات : 102
    تاريخ التسجيل : 17/12/2015

    الصدفة وأهميتها  Empty الصدفة وأهميتها

    مُساهمة من طرف ابراهيم الهليل ش-20 الأحد ديسمبر 20, 2015 2:22 am

    الصدقة
    أهميتها وعلاقتها بالصحة والقوة

    الصدقة هي مفتاحٌ لكلِّ عسرة، مفتاح لكل أزمة، مفتاح لكل مأزق، الصدقة سبيلٌ لبناء مجتمع قوي مترابط، ومن ثَمَّ دولة قادرة على الوقوف ضد ضربات الأعداء، وصد مفاجآت الكارهين، الصدقةُ عنوان الرجال، الرجال الذين لا يجافون فقرًا أو نصبًا، الرجال الذين قدَّموا رضا الله تعالى على رضا البشر، يتسابقون في جمع الحسنات من خلال الصدقات على الفقراء والمساكين، هؤلاء الرجال لا ينظرون إلى مستقبل غامض، أو أزمات قد تهدِّد نعيمهم في حياتهم؛ لأنهم ينتظرون نعيمَ الآخرة، هؤلاء الرجال لم يقدِّموا أموالَهم صدقة فحسب، بل يقدِّمون أنفسهم من أجل نصرة الدين، لذلك فإن الصدقة لن ولم تكنْ عبادة يفعلُها الناس، بل إنها تربِّي النفس وتهذِّبها، وتجعلها غير متمسِّكة بدنيا زائلة، بل تجعلها ناصبة العين إلى جنة الخلد، إنها تربِّي الرجال، وتجعل دنياهم في أيديهم وليست في قلوبهم؛ لذلك فإن الصدقة عنوان الرجال، فبهم ينتصر الدين، وينهزم الأعداء، وعلى رأسهم بنو صهيون، الذين عاثوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد.

    "ينبغي أن تعلم أولاً - وقبل كل شيء - أن المال الذي عندك هو لله -تعالى- وهو الذي أعطاك إيَّاه، والله مُمتَحنُك فيه، فإن أدَّيتَ حقَّ الله فيه، فقد أفلحت إن شاء الله، وإن بَخِلت به على المستضعفين من عباده، ولم تؤدِّ حق الله فيه، فإنه يُخشى عليك من أن يسلبَه الله منك، وتخسر دنياك وآخرتك، وقد ندبك الله كثيرًا وحثَّك على التصدق من هذا المال؛ لتفوز بخيري الدنيا والآخرة؛ قال -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 254]، وفي ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة شيء كثير جدًّا، مما يدل على ما للصدقة والإنفاق في وجوه الخير من الخيرِ العظيم للعبد في دنياه وآخرته"[1].

    الصحة والقوة:
    لا تتعجَّب إن قلتُ لك: إن الصدقة تجعل الجسدَ صحيحًا قويًّا، وتجعل السقيم صحيحًا قويًّا، وعليه فإن قوة الأمة تأتي من الصدقات، وانظروا بعين الحكمة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((داووا مرضاكم بالصدقات))، فقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يأتي من فراغ، ولا يأتي من هوى، بل كل ما يقوله حق: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]؛ ففي هذا الحديث فوائد جمة، إن تركها المسلم خاب وخسر، وإن تمسك بها فاز وانتصر، وهذا هو لب القصيد، فإن النصر لن يأتي إلا بالقوة، وعلى ذلك فإن الصدقةَ تصحِّح البدن، وتقوِّي القلب، وتبني جسدًا صحيحًا، يدخل المعارك ضد الأعداء بلا خوف أو ضعف، فالصدقة لها من الفوائد في الدنيا والآخرة؛ أي: النصر والعزة في الدنيا، ودخول الجنة في الآخرة.

    "اجعلْ صدقتَك خالصةً لوجه الله -تعالى- فكلما كان العمل أكمل وأعظم إخلاصًا لله -تعالى- كان ثوابُه وثمرته أكمل وأعظم، وتذكَّر حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، والذي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم: ((ورجل تصدَّق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله))؛ متفق عليه، وفي هذا حثٌّ عظيم على الإخلاص في العمل...، لكي تكونَ صدقتُك بليغة الأثر - بإذن الله تعالى - فحاولْ جاهدًا أن تتحرَّى لصدقتِك محتاجًا صالحًا تقيًّا؛ كما جاء في الحديث عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تُصَاحِب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقي))؛ رواه الترمذي، وأبو داود، وهو حديث حسن، وكلما كان الفقير أشد فقرًا وحاجة للصدقة، كان أثرُ الصدقة أكبر وأعظم! مع العلم أن ((في كل كَبِدٍ رَطبةٍ أجر))؛ متفق عليه مرفوعًا، فلا يلزم أن تحصر صدقتَك على الإنسان فقط، وأن تظن أن الصدقة لن تنفع حتى تنفقَها على إنسان، بل إن أطعمت حيوانًا محتاجًا بنيَّة شفاء مريضك، فسوف يُشفَى إن شاء الله - تعالى - والله واسع عليم.


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 5:25 am