لماذا الزانية قبل الزاني... والسارق قبل السارقة؟!
- عندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد الزنا بدأ الآية بالأنثى.
فقال تعالى: ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مئة جلدة ) [النور: 2]
ـ وعندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد السرقة بدأ بالذكر.
فقال تعالى:
( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءاً بما كسبا نكالاً من الله ) [المائدة: 38]
ـ لقد بدأ الله حد الزنى بالأنثى (المرأة)، وذلك لأنها التي تعطي الضوء الأخضر
للذكر ( الرجل) ولو امتنعت منه ما استمر في تحرشه بها حتى تقع في مصائدة،
فالمرأة هي التي تفتنه بملابسها غير الشرعية الفاضحة، ونظراتها غير السوية المغرضة، وحركاتها غير الأخلاقية المثيرة.
ـ فالأنثى هي البادئة بالفتنة والإثارة،ولهذا حملها الله المسؤولية الأولى في الزنى، ولكنه ساوى بينهما وبين الذكر في العقوبة.
ولذلك: أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة بالعديد من أوامر سد الذرائع
أو الأوامر الاحنرازية الحامية لها من مثل هذا السلوك المشين والمهين..
منها:
1ـ أن لا تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فيها.
قال تعالى:
( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) [الأحزاب: 32].
2ـ أمرهن الله سبحانه وتعالى بالتستر ولبس اللباس الساتر، والدال على حشمتهن وهويتهن وأنهن مؤمنات عفيفات لا يقبلن المخادنة والمصادقة للرجال،أو إثارة الفتنة .
فقال تعالى :
( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن
من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً ) [الأحزاب: 59].
فهذا اللباس الساتر يحميهن من مرضى القلوب والتهم الباطلة.
3ـ أمر الله تعالى المرأة المسلمة أن لا تبدي صوت زينتها الخفية كالأساور والخلخال وغيرها تجنباً للعديد من المشكلات المترتبة على ذلك.
فقال تعالى :
( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) [النور: 31]
4ـ كما أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة بعدم إبداء زينتها للأجانب من الرجال.
فقال تعالى:
( ولا يبيدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن) [الآية: 31] من النور.
5- أمر الله تعالى المرأة المسلمة بغض البصر وحفظ الفرج.
فقال تعالى:
( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )[النور: 31].
ـ ـ لهذا بدأ الله سبحانه وتعالى في حد الزنا بالأنثى- -
أما في السرقــه
فالإحصائيات العالمية تظهر ضلوع الرجال في جريمة السرقة
لذلك بدأ الله تعالى بهم في الحد مع مساواته لهم بالنساء في العقوبة..
اقتباس:
تقديم الزانية على الزاني والسارق على السارقة :
حينما يذكر القرآن الكريم السرقه نراه يورد السارق ( الذكر ) مقدماً على السارقة ( الأنثى ) فيقول : { وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا ..} [ المائدة:38 ] أما في الزنى فنراه يورد الزانية على الزاني .. : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ .. } [ النور:2 ]
فلماذا قدم الزانية على الزاني في الزنى بينما في السرقة قدم السارق على السارقة ؟
بالتأمل والملاحظة نجد أن السرقة في الذكور أكثر ولأنهم أجرأ عليها وأجلد وأخطر فناسب تقديم السارق على السارقة ، أما في الزنى فإننا نجد أن قسماً من النساء يحترفن هذه الفعلة .. كما أن آثار الزنى ستظهر على المرأة لا الرجل . ولأن المرأة بخروجها من بيتها بزينتها وتبرجها تكون هي الداعية للرجل ، فناسب تقديم الزانية ( الأنثى ) على الزاني ( الذكر ) .
مواضع التقديم والتأخير ذات الأسرار البلاغية والحكم البيانية » جامعة أم القرى
ـ هذا دين الله ، وتلك حدود الله ، فأين من يخاف الله ويطبق حدوده؟!!