تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول
الكاتب : عمر بن إبراهيم بن عبد القادر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و بعد :
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الناظم (1):
هو العلامة الفقيه الأديب الشاعر الشيخ عمر بن إبراهيم بن عبد القادر ابن العلامة مفتي المدينة النبوية ولد - رحمه الله - في المدينة النبوية عام 1309 هـ
شيوخه:
تلقى العلم على كبار علماء المدينة منهم الشيخ حمدان الونيسي والشيخ ملا سفر والشيخ محمد الطيب الأنصاري
مذهبه:
كان سلفي العقيدة وكان يتمذهب بمذهب الإمام أبي حنيفة ـ - رحمه الله - ـ
تلاميذه:
منهم علي بن حسن الشاعر وعبد الحق العباسي ومحمد ملا والشيخ عمر فلاتة المدرس بالمسجد النبوي
مؤلفاته:
1. سيف الحق على من لايرى الحق
2. ديوانه
3. تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول
وفاته:
توفي - رحمه الله - في العاشر من شوال عام 1378 هـ عن تسعة وستين عاماً ودفن في البقيع
(1) أصل هذه الترجمة من المعتني بالمنظومة مجد بن أحمد مكي لكنني اختصرتها لطولها وقد طبعت عن دار البشائر الإسلامية ودار نور المكتبات بعنوان (تسهيل الوصول إلى الثلاثة الأصول رتبها العلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ويليه تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول نظمها الشيخ عمر بن إبراهيم البري المدني) وقد طبعت عام 1419 هـ
المنظومة
1 الحَمدُ للهِ عَلَى التَّوحِيدِ *** بِلا تَوَقٌّفٍ, وَلا تَردِيدِ
2 نَحمَدُهُ وَلا إِلَهَ غَيرُهُ *** وَكُلٌّ شَيء ٍ,خيرُهُ وَمَيرُهُ
3 ثُمَّ صَلاةُ اللهِ بِالتَّسلِيمِ *** عَلَى النَّبِيِّ الهَاشِمِي الكَرِيمِ
4 مُحَمَّدِ الدَّاعِي إِلى توحِيدِهِ *** وَعَبدِهِ المُرسَلِ في عَبِيدِهِ
5 وَآلِهِ وَصَحبِهِ الأَخيَارِ *** فَإِنَّهُم مِن خِيرَةِ الأَبرَارِ
المسائل الأربع
6 وَبَعدُ فَاعلَم يَا أَخِي مَا قَد وَجَب *** عَلَيكَ مِن تَعلِيمِهِ كَيلا تُصَب
7 بِسُخطِ رَبِّكَ الذِي أَنشَاكَا *** كَيلا تَكُونَ مُشرِكاً لِذَاكَا
8 أَوَّلُ وَاجِبٍ, عَلَيكَ أَربَعَه *** مَسَائِلٌ تَحوِي بِهِنَّ مَنفَعَه
9 أَوَّلُهَا: العِلمُ وَذاَ في المَعرِفَه *** للهِ وَالنَّبِيِّ وَالدّيِنِ مَعَه
10 أَعنِي بِهِ الإِسلامَ بِالأَدِلَّةِ *** فَمِلَّةُ الإِسلامِ خَيرُ مِلَّةِ
11 وَثَنِّ بَعدَهُ بِأَن تَعمَلَ بِه *** تَكُن بِذَاكَ كَامِلاً ثُمَّ انتَبِه
12 وَاصبِر عَلَى الأَذَى وَتلكَ الرَّابِعَه *** فِيهِ تَكُن ذَا مُهجَةٍ, مُطَاوِعَه
13 فَالعِلمُ قَبلَ القَولِ ثُمَّ العَمَلِ *** دَلِيلُهُ مِنَ الكِتَابِ مُنجَلِي
المسائل الثلاث
14 فَوَاجِبٌ عَلَيكَ يَا ذَا المُسلِمُ *** أَو إِن تَكُن مُسلِمَةً يَستَلزِمُ
15 تَعَلٌّمُ الثَّلاثَةِ المَسَائِلِ *** وَعَمَلٌ بِهِنَّ لا كَالجَاهِلِ
16 فَاعلَم بِأَنَّ الله حِينَ خَلقِنَا *** بِأَمرِهِ وَسَوقِهِ لِرِزقِنَا
17 مَا تَرَكَ الخَلقَ جَمِيعاً هَمَلا *** بَل أَرسَلَ الرٌّسلَ لَهُم بَينَ المَلا
18 وَنَحنُ مِن أُمَّةِ خَيرِ مُرسَلِ *** مُحَمَّدٍ, نَبِيِّهِ المُفَضَّلِ
19 فَمَن أَطَاعَهُ لَهُ الجِنانُ *** وَمَن عَصَى فحَظٌّهُ النِّيرَانُ
20 وَذا جَمِيعُهُ مِنَ الكِتَابِ *** دَلِيلُهُ هُدِيِتَ للصَّوَابِ
21 وَالله لا يَرضَى بِأَن يُشرَكَ في *** عِبَادَةٍ, مَعهُ بِثَانٍ, يَقتَفِي
22 لا مَلَكٌ مُقرَّبٌ وَلا نَبِي *** وَلَو يَكُونُ مُرسَلاً قَدِ اجتُبِي
23 فَالجُزءُ مِن عِبَادَةٍ, لِمَا سِوَاه *** كُفرٌ مُخَالِفٌ لِمَا فِيهِ رِضَاه
24 فَإِن تَكُن بِطَاعَةِ الرَّسُولِ *** مُتَّصِفاً بِوَصفِهَا الجَمِيل ِ
25 مُوَحِّداً للهِ لا يَجُوزُ *** لَكَ المُوَالاةُ لِمَن يَحُوزُ
26 عَدَاوَة اللهِ مَعَ الرَّسُولِ *** مُحَادِداً مُنَابِذ المعُقولِ
27 وَلَو يَكُونُ مِنكِ ذَا قَرَابَه *** فَاتلُ الكِتَابَ تَعلَمَن صَوَابَه
28 إِنَّ الحَنِيفِيَّةَ خَيرُ مِلَّةِ *** مِلَّةُ إِبرَامَ حَلِيفِ الخُلَّةِ
29 أَنَّ تَعبُدَ اللهَ مُوَحِّداً لَهُ *** وَمُخلِصَ الطَّاعَةِ لا تُمَوّهُ
30 بِذَاكَ أَمرُ اللهِ في العِبَادِ *** قَد جَاءَ يَحدُوهُم إِلى السَّدَادِ
31 وَخَلقُنَا لَهَا أَتَى بِالحَصرِ *** وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ فَاتلُ تَدرِ
الأصول الثلاثة
32ثَلاثَةٌ أُصُولُ هذَا الدِّيِنِ *** مَعرِفَةُ العَبدِ مَعَ اليَقِينِ
33 للهِ وَالرَّسُولِ تَتلُو دِينهُ *** مُثبِتاً بِعِلمِهِ يَقِينهُ
الأصل الأول معرفة العبد ربه
34 مَعرِفَةُ اللهِ عَلَيكَ فَرضُ *** وَجَهلُهَا ظُلمٌ وَكُفرٌ مَحضُ
35 فَرَبٌّكَ الله الذِيِ رَبَّاكَا *** وَالعَالَمِينَ نِعمَةً أَعطَاكَا
36 فَإِن عَرَفتَ ذَاكَ فَالمَعبُودُ *** اللهُ لا غَيرُ وَلا جَحُودُ
37 وَكُلٌّ مَن سِوَاهُ حَقَّاً عَالَمُ *** وَأَنتَ مِنهَا وَاحِدٌ مُلازَمُ
38 عَرَفتَهُ بِالَخلِقِ وَالآيَاتِ *** وَكَم تَرَى فِيهِ مِنَ الإِثبَاتِ
39 فَالأَمرُ وَالخَلقُ لَهُ قَد حُصِرَا *** وَلا جِدَالَ فِيهِمَا وَلا مِرَا
40 وَاعلَم فَعِلمُ المَرءِ حَقّاً يَنفَعُه *** يُنقِذُهُ مِن جَهلِهِ بَل يَرفَعُه
41 أَنوَاعَ مَا أُمِرتَهُ يَا ذَا الفَتَى *** مِنَ العِبَادَاتِ بِنَظمِي قَد أَتَى
42 إِسلامُنَا الإِيَمانُ وَالإِحسَانُ *** كَذَا الدٌّعَا وَالخَوفُ وَالتٌّكلانُ
43 كَذَا إِنَابَةٌ خُشُوعٌ رَغبَه *** كَذَا رَجَاءٌ، خَشيَةٌ، وَرَهبَه
44 مَعَ استِعَاذَةٍ, وَالإِستِعَانَه *** وَالذَّبحِ وَالنَّذرِ مَعَ استِغَاثَه
45 فَإِن صَرَفتَ وَاحِداً لِغَيرِهِ *** فَقَد صُرِفتَ يَا فَتَى عَن خَيِرِه
46 وَكُنتَ كَافِراً وَكُنتَ مُشرِكَا *** فَاحرِص رَعَاكَ اللهُ أَن لا تُشرِكَا
الأصل الثاني معرفة العبد دينه
47 مَعرِفَةُ الإِسلامِ بِالأَدِلَّةِ *** تُدرِكُهَا فَكُن لَهَا ذَا خُلَّةِ
48 بِأَن تُرَى مُستَسلِماً للهِ *** مُوَحِّداً وَلا تَكُن بِاللاَّهِي
49 كَذَا لَهُ تَنقَادُ بِالطَّاعَاتِ *** مُلازِماً فِيَها وَذَا ثَبَاتِ
50 مُخَلِّصاً نَفسَكَ مِن شِركٍ, كَذَا *** وَذَاكَ مَعنَاهُ الحَقِيقِي فَخُذَا
مراتب دين الإسلام
51 وَهوَ أَتَى عَلَى ثَلاثَةٍ, رُتَب *** إِسلامٌ ايمَانٌ وَإِحسَانٌ حَسَب
52 وَكُلٌّ رُتبَةٍ, لَهَا أَركَانُ *** تُبنَى بِهَا وَهَكَذَا البَيَانُ
1 ـ الإسلام
53 أَركَانُ إِسلامٍ, أَتَتكَ خَمسَه *** فَعِلمُهَا احذَر يَا أَخِي لا تَنسَه
54 فَوَاحِدٌ مِنهَا الشَّهَادَتَانِ *** كَذَا الصَّلاةُ يَا أَخِي الإِتقَانِ
55 كَذَاكَ إِيَتاءُ الزَّكَاةِ عَدَّه *** وَصَومُ رَمَضَانَ أَتَاكَ بَعدَه
56 وَحَجٌّ بَيتِ اللهِ في التَّتمِيمِ *** لِلمُستَطِيعِ فَخُذَن تَعليمِي
2 ـ الإيمان
57 وَالرٌّتبَةُ الثَّانِيَةُ الإِيمَانُ *** إِقرَارُهُ أَن يَلفِظَ اللّسَانُ
58 مَعَ اعتِقَادٍ, دَاخِلَ الجَنَانِ *** وَعَمَلٍ, بِكَامِلِ الأَركَانِ
59 يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ مِن إِنسَانِ *** وَنَاقِصٌ تَلقَاهُ بِالعِصيَانِ
60 شُعَبُهُ بِضعٌ وَسَبعُونَ أَتَت *** أَفضَلُهَا التَّشهِيدُ للهِ ثَبَت
61 إِمَاطَةُ الأَذَى كَذَا أَدنَاهَا *** وَكُلٌّ ذَا ذُو ثِقَةٍ, رَوَاهَا
62 مِن مُسلِمٍ, كَذَا أَبُو داَوُدِ *** كَذَا النَّسَائِي وَهُوَ في العَدِيدِ
63 كَذَا ابنُ مَاجَه حَكَمُوا بِالصِّحَّةِ *** فَنِعمَ مَا أَتَوا بِهِ مِن نِعمَةِ
64 وَسِتَّةٌ أَركَانُهُ قَد ثَبَتَت *** وَكُلٌّهَا مِنَ الكِتَابِ قَدُ أَتَت
65 إِيمَانُنَا بِاللهِ ذَاكَ الأَوَّلُ *** وَفِي الكِتَابِ ذِكرُهُ مُفَصَّلُ
66 مَلائِكٌ كَذَاكَ ثُمَّ الكُتُبُ *** وَالأَنبِيَاءُ كُلٌّهَا تُرَتَّبُ
67 وَاليَومُ يَومُ الآخِرِ المَوعُودُ *** وَقَدَرٌ يَضُمٌّهُ التَّعدِيدُ
68 لِخيرِه وَشَرِّه كُلٌّ أَتَى *** مِن عِندِ رَبّ في الكِتَابِ ثَبَتَا
69 فَاقرَأ مِنَّ النِّسَا وَلَيسَ البِرَّ *** إِقتَرَبَت كَذَاكَ تَلقَى القَدَرَا
3 ـ الإحسان
70 وَالرٌّتبَةُ الثَّالِثَةُ الإِحسَانُ *** مَرتَبَةُ الأَبرَارِ يَا إِنسَانُ
71 أَن تُعبُدَ اللهَ كَأَنكَ تَرَاه *** عَلَيكَ في تَتمِيمِهِ مِمَّن رَوَاه
72 وَذَاكَ رُكنٌ وَاحِدٌ لَهُ فَقَط *** دَلِيلُهُ مِنَ الكِتَابِ مُلتَقَط
الأصل الثالث معرفه العبد نبيه
73 مَعرِفَةُ النَّبِيِّ حَقّاً تَلزَمُ *** إِذ مِنهُ تَروِي الدِّينَ يَا ذَا المُسلِمُ
74 مُحَمَّدٍ, ذَاكَ ابنُ عَبدِ اللهِ *** فَالنَّسَبُ الشَّرِيفُ في الأَفوَاهِ
75 مِن هَاشِمٍ, وَمِن قُرَيشٍ, في الحَسَب *** وَهيَ مِنَ العُربِ الكِرَامِ تُنتَسب
76 وَالعُربُ ذُرِيَّةُ إِسمَاعِيلِ *** ابِنِ الذِي سُمِّيَ بِالخَلِيلِ
77 وَعُمرُهُ سِتٌّونَ فَالزِّيَادَه *** ثَلاثَةٌ أُعطِي بِهَا مُرَادَه
78 مُنَبَّأٌ مِن بَعدِ أَربَعِينَ *** وَمُرسَلٌ في فَاضِلِ السِّنِينَ
79 نُبِئَ بِاقرَأ بِاسمِ ثُمَّ أُرسِلا *** بِسُورَةِ المُدَّثّر الَّتِي تَلا
80 وَمَكَّةٌ بَلَدُهُ المُكَرَّمُ ***وَفِيهِ بَيتُ اللهِ ثُمَّ الحَرَمُ
81 بَعَثَهُ اللهُ لَنَا يَدعُونَا *** بِأَن نَرَى التَّوحِيدَ فِينا دِينا
82 وَمُنذِراً لَنَا لِئَلاَّ نُشرِكَا *** فَاتلُ الكِتَابَ تَلقَ فِيهُ سُؤلَكَا
83 عَشرُ سِنِينَ ثُمَّ بَعدَهَا عُرِج *** بِهِ إِلى السَّمَاء كَيمَا يَبتَهِج
84 وَفُرِضَت فِيَها الصَّلاةُ خَمسَا *** أَتَى بِهَا الجِنَّ مَعاً وَالإِنسَا
85 بِمَكَّةَ أَتَى بِهَا أَعوَامَا *** ثَلاثَةً وَبَعدَهَا إِلزَامَا
86 أَمَرَهُ الرَّبٌّ إِلى المَدِينَه *** بِهِجرَةٍ, يَنشُرُ فِيَها دِينَه
87 وَحُكمُ هَذِي الهِجرَةِ المَذكُورُ *** لِيَومِ حَشرٍ, فَهمُهُ يَدُورُ
88 مِن بَلَدِ الشِّركِ إِلى الإِسلامِ *** يَبقَى كَذَا حُكماً عَلَى الدَّوَامِ
89 دَلِيلُهُ السٌّنَّةُ وَالكِتَابُ *** فَلا تَكُن في أَمرِهِ تَرتَابُ
90 وَبَعدَمَا استَقَرَّ وَسطَ طَابَه *** وتُمِّمَت مِنهُ لَهُ الإِجَابَه
91 أَخَذَ في بَقِيَّةِ الشَّرَائِعِ *** يَنشُرُهَا بَينَ الوَرَى للطَّائِعِ
92 كَذَاكَ لِلعَاصِي يَعُمٌّ حُكمُهَا *** قَد جَاءَ في الكِتَابِ فِينَا رَسمُهَا
93 مِثلُ الزَّكَاةِ وَكَذَا الصِّيَامُ *** وَالحَجٌّ وَالجِهَادُ وَالإِعلامُ
94 وَالأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيُ كَذَا *** عَن مُنكَرٍ, وَغَيرَ ذَلِكَ خُذَا
95 مِمَّا بَقِي مِن شِرعَةِ الإِسلامِ *** عَشرُ سِنِينَ وُهوَ فِيَها سَامِي
96 ثُمَّ أَجَابَ دَاعِيَ الكَرِيمِ *** وَدِينُهُ بَاقٍ, بِلا تَكلِيمِ
97 وَدِينُهُ لا خَيرَ إِلاَّ دَلَّنَا *** عَلَيهِ في ذَا إِنسَنَا وَجِنَّنَا
98 وَدِينُهُ لا شَرَّ إِلاَّ حَذَّرَا *** عَنهُ وَكَانَ الخَيرُ فِيمَا أَخبَرَا
99 وَكُلٌّهُ في قَبضَةِ التَّوحِيدِ *** فِيهِ رِضَا اللهِ عَلَى العَبِيدِ
100 وَالشَّرٌّ مَجمُوعٌ بِأَيدِي الشِّركِ *** يَكرَهُهُ اللهُ بِغَيرِ شَكِّ
101 وَاعلَم بِأَنَّ اللهَ حَقّاً أَوجَبَا *** طَاعَةَ ذَاكَ المُصطَفَى وَالمُجتَبَى
102 عَلَى جَمِيعِ الثَّقَلَينِ طُرَّا *** مِن جِنِّهَا وَإِنسِهَا قُل جَبرَا
103 وَكَمَّلَ اللهُ بِهِ الدِّينَ لَنَا *** وَزَالَ عَنَّا كُلٌّ شِركٍ, وَعَنا
104 وَمَاتَ وَالدَّلِيلُ في القُرآنِ *** مُفَصَّلٌ في غَايَةِ البَيَانِ
105 وَالنَّاسُ يُبعَثُونَ بَعدَ المَوتِ *** مُحَاسَبُونَ مَا لِذَا مِن فَوتِ
106 جَزَاؤُهُم إِزَاءَ أَعمَالٍ, لَهُم *** مَن أَحسَنُوا الحُسنَى حَقِيقاً حَظٌّهُم
107 وَمَن أَسَاءَ فَالعِقَابُ قِسمُه *** بِعَمَلٍ, مِنهُ وَذَاكَ إِثمُهُ
108 وَالبَعثُ مَن يُنكِرُهُ فَقَد كَفَر *** فَاتلُ القُرَآنَ وَأَجِل فِيهِ النَّظَر
109 وَأَرسَلَ اللهُ جَمِيعَ الرٌّسُلِ *** مُبَشِّرِينَ مُنذِرِين كُمُلِ
110 كَي لا يَكُونَ حُجَّةٌ يُدلِي بِهَا *** الناسُ يَومَ الحَشرِ كُن مُنتَبِهَا
111 أَوَّلُهُم نُوحٌ وَعُقبَاهُم هُدَى *** مُحَمَّدٌ نَبِيٌّنَا مَن وَحَّدَا
112 صَلَّى عَلَى الجَمِيعِ جَبَّارُ السَّمَا *** وَآلِهم وَصَحبِهِم وَسَلَّمَا
113 وَكُلٌّهُم دَاعٍ, إِلى التَّوحِيدِ *** في أُمَّةٍ, لَه بِلا تَردِيدِ
114 للهِ وَحدَهُ وَذَاكَ الدِّينُ *** دَعوَتُهُم لِمَن بِهِ يَدِينُ
115 وَكٌّلُهُم نَاهٍ, عَنِ الطَّاغُوتِ *** كَيلا يَكُونَ الأَمرُ بِالتَّفويتِ
116 مُفضٍ, إِلى الشِّركِ وَقَد أُمِرنَا *** بِالكُفرِ بِالطَّاغُوتِ إِذ بُلِّغنَا
117 وَإِن تُرِد مَعنَاهُ فَاعرِفهُ فَمَا *** تَجَاوَزَ العَبدُ بِهِ الحَدَّ عَمَى
118 وَذَاكَ مِن مَعبُودٍ, أَو مَتبُوعِ *** أَو مِن مُطَاعٍ, زَلَّ عَن تَشرِيعِ
119 إِنَّ الطَّوَاغِيتَ كَثِيرٌ عَدٌّهَا *** وَخَمسَةٌ رُؤُوسُهُم تَحُدٌّهَا
120 إِبلِيسُ أَوَّلُهُم عَلَيهِ اللَّعنَه *** وَيلٌ لِمَن يَتبَعُهُ وَالمِحنَه
121 وَمَن مِنَ الخَلقِ تَرَاهُ يَعمَدُ *** بِأَن يَكُونَ كَالإِلَهِ يُعبَدُ
122 وَمَن دَعَا النَّاسَ إِلى عِبَادِتَه *** كَمِثلِ مَن قَد زَلَّ في إِرَادَتِه
123 وَالمُدَّعِي في النَّاسِ عِلمَ الغَيبِ *** وَليسَ يَخشَى في الوَرَى مِن عَيبِ
124 وَالحَاكِمُ الغَاوِي بِغَيرِ المُنزَلِ *** كَمِّل بِهِ خَمسَتَهُم وَأَجمِلِ
125 دَلِيلُهُ آيَةُ لا إِكرَاهَ *** تَمّمهُ تَف هَم يَا أَخِي مَعنَاهَا
126 مَعنَاهُ: لا إِلَه إِلا اللهُ *** وَكُلٌّ ذَا في ضِمنِهِ تَلقَاهُ
127 وَاعلَم أُخَيَّ أَنَّ رَأسَ الأَمرِ *** مِن رَبِّنَا الإِسلامُ فَافهَم تَدرِ
128 كَذَا عَمُودُهُ الصَّلاةُ مِنَّا *** فَاتلُ الحَدِيثَ يَا أَخِي تَهَنَّا
129 وَذِروَةُ السَّنَامِ للإِسلامِ *** جِهَادُنَا للهِ في الأنَامِ
130 لِمَقصِدِ الإِعلاء للتَّوحِيدِ *** وَهَكَذَا الأَمرُ بِلا تَفنِيدِ
131 وَالحَمدُ للهِ عَلَى التَّمَامِ *** كَفَى بِذَاكَ نِعمَةَ الإِسلامِ
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
و صلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
المصدر : شبكة مداد الإسلامية
http://www.midad.com/