علوم الرياضيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

علوم الرياضيات

علوم الرياضيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم الرياضيات بإشراف: أ.عبدالواحد حسني


    الاستعجال في الاسلام

    avatar
    مروان محمد غريب
    من كبآر العلمآء
    من كبآر العلمآء


    المساهمات : 527
    تاريخ التسجيل : 06/10/2013
    العمر : 26
    الموقع : الرياض - شعبة 22 1437 رقم الكشف 18

    الاستعجال في الاسلام Empty الاستعجال في الاسلام

    مُساهمة من طرف مروان محمد غريب السبت ديسمبر 19, 2015 6:33 pm

    أولاً: معنى الاستعجال:
    لغة: الاستعجال ، والإعجال ، والتعجل كلها بمعنى واحد وهو: الاستحثاث وطلب العجلة أي السرعة.
    اصطلاحا: ومعناه في اصطلاح الدعاة إرادة تغيير الواقع الذي يحياه المسلمون اليوم في لمحة أو في أقل من طرفة عين دون نظر في العواقب ودون فهم للظروف والملابسات المحيطة بهذا الواقع، ودون إعداد جيد للمقدمات أو للأساليب والوسائل.
    ثانياً: نظرة الإسلام إلى الاستعجال:
    ولما كانت العجلة والاستعجال من طبيعة الإنسان بشهادة خالقه وصانعه ومدبر أمره {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11] {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] فإن الإسلام ينظر إلى الاستعجال نظرة عدالة وإنصاف، فلا يحمده بالمرة، ولا يذمه بالمرة، وإنما يحمد بعضه، ويذم البعض الآخر:
    فالمحمود منه: ما كان ناشئاً عن تقدير دقيق للآثار والعواقب، وعن إدراك تام للظروف والملابسات، وعن حسن إعداد وجودة ترتيب.
    والمذموم منه: ما كان مجرد ثورة نفسية خالية من تقدير العاقبة ومن الإحاطة بالظروف والملابسات، ومن أخذ الأهبة والاستعداد.
    ثالثاً: مظاهر الاستعجال:
    والاستعجال له مظاهر عديدة منها:
    1- ضم أشخاص إلى قافلة الدعاة قبل الاستيثاق، والتأكد من مواهبهم وقدراتهم واستعداداتهم.
    2- الارتقاء ببعض الدعاة إلى مستوى رفيع قبل اكتمال نضجهم واستواء شخصيتهم.
    3- القيام بتصرفات طائشة صغيرة تضر بالدعوة ولا تفيدها.
    رابعاً: أسباب الاستعجال:
    لابد من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الاستعجال لتكون خطوة على طريق العلاج، فما هي إذن الأسباب التي توقع في الاستعجال ؟ حقيقة هنالك أسباب كثيرة توقع في الاستعجال نخص منها:
    1-  الدافع النفسي:
    فقد يكون الدافع النفسي هو السبب في الاستعجال، ذلك أن الاستعجال طبيعة مركوزة في فطرة الإنسان كما قال المولى تبارك وتعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11] {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يونس: 11] وإذا لم يعمل الداعية على ضبط نفسه وإلجامها بلجام العقل والتخفيف من غلوائها فإنها تدفعه لا محالة إلى الاستعجال.
    2- الحماس أو الحرارة الإيمانية:
    وقد يكون الحماس أو الحرارة الإيمانية هي السبب في الاستعجال، ذلك أن الإيمان إذا قوي وتمكن من النفس، ولَّد طاقة ضخمة، تندفع - ما لم يتم السيطرة عليها وتوجيهها - إلى أعمال تؤذي أكثر مما تفيد وتضر أكثر مما تنفع.
    3- طبيعة العصر:
    وقد تكون طبيعة العصر هي الباعث على الاستعجال، ذلك أننا نعيش في عصر يمضي بسرعة ويتحرك فيه كل شيء بسرعة، فالإنسان يكون هنا وبعد ساعات يكون في أقصى أطراف الأرض، بسبب التقدم في وسائل المواصلات.
    4- واقع الأعداء:
    وقد يكون واقع الأعداء هو السبب في الاستعجال، ذلك أنه ما يمر يوم الآن إلا وأعداء الله يحكمون القبضة ويمسكون بزمام العالم الإسلامي، ويلاحقون العمل الإسلامي في كل مكان لإسكات كل صوت حر نزيه، فلعل ذلك مما يحمل بعض العاملين على الاستعجال، قبل أن يتفاقم الخطر ويصعب الخلاص.
    5- الجهل بأساليب الأعداء:
    وقد يكون الجهل بأساليب الأعداء هو السبب في الاستعجال، ذلك أن أعداء الله لهم أساليبهم الخبيثة، والمتنوعة في الوصول إلى قلب العالم الإسلامي، وإحكام القبضة عليه، فلعل الجهل بمثل هذا الأسلوب وغيره من الكيد يكون سبباً من الأسباب التي توقع في الاستعجال.
    6- شيوع المنكرات مع الجهل بأسلوب تغييرها:
    قد يكون شيوع المنكرات مع الجهل بأسلوب تغييرها هو السبب في الاستعجال، ذلك أن الإنسان لا يتحرك حركة الآن إلا وقد أحاطت به المنكرات، ولفته من كل جانب، وواجب المسلم حين يرى ذلك أن يعمل على تغيير المنكر وإزالته.
    فإذا نسى العامل أو الداعية فقه أسلوب تغيير المنكر وإزالته وقع - لا محالة - في الاستعجال لظنه أو لتصوره أن الأمر يجب تنفيذه فوراً، وأنه آثم ومذنب إن لم يقم بذلك.
    7- العجز عن تحمل مشاق ومتاعب الطريق:
    وقد يكون العجز عن تحمل مشاق ومتاعب الطريق هو السبب في الاستعجال، ذلك أن بعضاً من العاملين يملك جرأة وشجاعة وحماساً لعمل وقتي، ولو أدى به إلى الموت، لكنه لا يملك القدرة على تحمل مشاقّ ومتاعب الطريق لزمن طويل.
    8- الظفر ببعض المقدمات أو ببعض الوسائل مع عدم تقدير العواقب:
    وقد يكون الظفر ببعض المقدمات أو ببعض الوسائل مثل العدد البشري، ومثل الأدوات مع عدم تقدير العواقب، من زيادة تسلط أعداء الله ومن حدوث فتنة وردة فعل، لدى جماهير الناس قد يكون كل ذلك هو السبب في الاستعجال.
    9- عدم وجود برنامج أو منهاج يمتص الطاقات، ويخفف من حدتها وغلوائها:
    وقد يكون عدم وجود برنامج أو منهاج يمتص الطاقات ويخفف من حدتها وغلوائها هو السبب في الاستعجال، ذلك أن نفس الإنسان التي بين جنبيه إن لم يشغلها بالحق شغلته بالباطل.
    10-  العمل بعيداً عن ذوي الخبرة والتجربة:
    وقد يكون العمل بعيداً عن ذوي الخبرة والتجربة هو السبب في الاستعجال، ذلك أن الإنسان يولد ولا علم له بشيء في هذه الحياة كما قال سبحانه: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل: 78].
    11- الغفلة عن سنة الله مع العصاة والمكذبين:
    وقد تكون الغفلة عن سنة الله مع العصاة والمكذبين هي السبب في الاستعجال.
    ذلك أن من سنة الله مع العصاة والمكذبين، الإمهال، وعدم الاستعجال {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 183] {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا} [الكهف: 58].
    12- صحبة نفر من ذوي العجلة وعدم التأني:
    وقد تكون صحبة نفر من ذوي العجلة وعدم التأني هي السبب في الاستعجال، ذلك أن الطبع يعدي، والمرء على دين خليله، وإذا لم يحسن المسلم اختيار صاحبه، فإنه يقتدي به - لا محالة – في ما يعتنق وفي كل ما يسلك.
    خامساً: طريق علاج الاستعجال:
    وما دمنا قد وقفنا على أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاستعجال، فإنه صار من السهل علينا أن ندرك طريق العلاج وتتلخص في:
    1- إمعان النظر في الآثار والعواقب المترتبة على الاستعجال، فإن ذلك مما يهدئ النفس ويحمل على التريث والتأني.
    2- دوام النظر في كتاب الله عز وجل، فإن ذلك يبصرنا بسنن الله في الكون وفي النفس وفي التشريع ومع العصاة والمكذبين ، والبصيرة بهذه السنن تهدئ النفس وتساعد على التأني والتروي.
    3- دوام المطالعة في السنة والسيرة النبوية، فإن ذلك مما يوقفنا على مقدار ما لاقى النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشدائد والمحن، وكيف أنه تحمل وصبر ولم يستعجل، حتى كانت العاقبة له، وللمنهج الذي جاء به.
    4- مطالعة كتب التراجم والتاريخ، فإن ذلك مما يعرفنا بمنهج أصحاب الدعوات والسلف في مجابهة الباطل، وكيف أنهم تأنوا وتريثوا حتى مُكّن لهم، وهذا بدوره يحمل على الاقتداء والتأسي.
    5- العمل في أحضان وفي ظل ذوي الخبرة والتجربة ممن سبقوا على الطريق فإن ذلك من شأنه أن يجعل خطوات العاملين دقيقة محسوبة وأن يوفر عليهم الكثير من الجهد والوقت وباقي التكاليف.
    6- العمل من خلال منهاج وبرنامج واضح الأركان محدد المعالم يستوعب الحياة كلها ويأخذ بيد العامل من طور إلى طور ومن مرحلة إلى مرحلة.
    7- الفهم الدقيق لأساليب ومخططات الأعداء فإن ذلك من شأنه أن يحمل العامل على النظر في عواقب الأمور وعلى التريث والتأني والتصرف بحكمة وعلى بينة.
    8- عدم الرهبة أو الخوف من تسلط الأعداء وإحكامهم القبضة على العالم الإسلامي لأن ذلك يمكن أن يزول في لحظات وما هو على لله بعزيز.
    9- الانتباه إلى الغاية أو الهدف الذي من أجله يحيا المسلم فإن ذلك يحول دون الاستعجال ويحمل على إتقان المقدمات والوقوف عندها وعدم تجاوزها إلى النتائج.
    10- الانتباه إلى موقف المسلم من المنكرات وأسلوب تغييرها فإن ذلك يبصره بمعالم الطريق ويحول بينه وبين الاستعجال.
    تلك خطوات لابد منها على الطريق العلاج.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 7:42 pm