كتب – بهاء الدين عابد
نحن نتكلم عن شهر كثيرٌ خيره، عظيم بره، جزيلة ُبركته، تعددت مدائحه في كتاب الله تعالي وفي أحاديث رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم والشهر شهر القرآن والخير وشهر عودة الناس إلي ربهم في مظهر إيماني فريد، لا نظير له ولا مثيل.
وفي رمضان تخف وطأة الشهوات علي النفس المؤمنة وترفع أكف الضراعة بالليل والنهار.
فواحد يسأل العفو عن زلته، وآخر يسأل التوفيق لطاعته، وثالث يستعيذ به من عقوبته، ورابع يرجو منه جميل مثوبته، وخامس شغله ذكره عن مسألته فسبحان من وفّقهم، وغيرهم محروم.
من بركة هذا الشهر عِظم فضل الأعمال الصالحة فيه، ومنها:
• قيام الليل: فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يُرغّب في قيام رمضان فيقول: ' من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه ' 'رواه البخاري ومسلم'.
• الصدقة: فقد ' كان النبي صلي الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ' 'رواه البخاري ومسلم'، فيستحب الجود والصدقات، ولا سيما الإكثار منها في شهر رمضان المبارك.
• يستحب الإكثار من تلاوة القرآن الكريم: وكان السلف الصالح رضوان الله تعالي عليهم يكثرون من تلاوة القرآن في الصلاة وغيرها.
• الاعتكاف: وهو ملازمة المسجد للعبادة تقرباً إلي الله عزّ وجلّ، و' كان النبي صلي الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتي توفَّاه الله ' 'رواه البخاري ومسلم'.
• العمرة في رمضان تعدل حجة: كما ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
• يستحب للصائم السحور: كما أخرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ' السَّحور أكْلُهُ بركة، فلا تَدَعُوهُ ولو يَجْرَعَ أحَدُكُم جُرعة من ماء، فإنَّ الله عزّ وجلّ وملائكته يُصلون علي المُتسحِّرين ' .
• ويستحب تعجيل الفطر والدعاء عند الإفطار: فقد روي الترمذي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ' ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصَّائم حين يُفطر، ودعوة المظلوم..'.
اللهم تقبل من الصائمين صيامهم، ومن المتصدقين صدقاتهم، ومن القائمين قيامهم، ومن الداعين دعائهم، واغفر لنا ما قدّمنا وما أخرنا، وأخرجنا من هذا الشهر مغفور لنا.
وصلي الله علي محمّد وعلي آله وصحبه أجمعين.
ومن فضائل الصيام:
• الصيام جُنَّة من النار: كما روي أحمد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ' إنَّما الصِّيام جُنَّة، يَسْتَجِنُّ بها العبد من النار' .
• الصوم جُنَّة من الشهوات: فقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ' يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوّج، فإنَّه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ' أخرجه البخاري ومسل.
• الصوم سبيل إلي الجنة: فقد روي النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه، أنه قال: يا رسول الله مُرني بأمر ينفعني الله به، قال: ' عليك بالصيام، فإنه لا مثل له '.
• وفي الجنة باب لا يدخل منه إلا الصائمون: فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ' إنَّ في الجنَّة باباً يُقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يُقال: أين الصائمون، فيقومون، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق، فلم يدخل منه أحد ' أخرجه البخاري ومسلم.
• الصيام يشفع لصاحبه: فقد روي الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلي الله علبيه وسلم قال:' الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أيْ ربّ منعته الطعام والشَّهوات بالنَّهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان' .
• الصوم كفَّارة ومغفرة للذنوب: فإن الحسنات تُكفّر السيئات، فقد قال صلي الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ' من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه 'رواه البخاري ومسلم.
• الصيام سبب للسعادة في الدارين: فقد قال صلي الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ' وللصائم فرحتان، فرحةٌ حين يفطر وفرحةٌ حين يلقي ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ' رواه البخاري ومسلم.
وبعد الدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة علي جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية ثبت أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب للجسم أن يمارسها؛ حتي يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدًّا لصحة الإنسان تمامًا كالأكل والتنفس والحركة والنوم، فكما يعاني الإنسان بل يمرض إذا حرم من النوم أو الطعام لفترات طويلة، فإنه كذلك لا بد أن يصاب بسوء في جسمه لو امتنع عن الصيام.
وفي حديث رواه النسائي عن أبي أمامة: 'قلت: يا رسول الله، مرني بعمل ينفعني الله به، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له'، وقال فيما رواه الطبراني: 'صوموا تصحوا'.
والسبب في أهمية الصيام للجسم هو أنه يساعده علي القيام بعملية الهدم التي يتخلص فيها من الخلايا القديمة، وكذلك الخلايا الزائدة عن حاجته، ونظام الصيام المتبع في الإسلام، والذي يشتمل علي الأقل علي أربع عشرة ساعة من الجوع والعطش ثم بضع ساعات إفطار، هو النظام المثالي لتنشيط عمليتي الهدم والبناء، وهذا عكس ما كان يتصوره الناس من أن الصيام يؤدي إلي الهزال والضعف، بشرط أن يكون الصيام بمعدل معقول كما هو في الإسلام، حيث يصوم المسلمون شهرًا كاملاً في السنة.
ويسن لهم بعد ذلك صيام ثلاثة أيام في كل شهر، كما جاء في سنة النبي فيما رواه الإمام أحمد والنسائي عن أبي ذر 'من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}، اليوم بعشرة أيام'.
وفي الصيام تتحول كميات هائلة من الشحوم المختزنة في الجسم إلي الكبد حتي تؤكسد وينتفع بها ويسترد منها السموم الذائبة فيها وتزال سميتها ويتخلص منها مع نفايات الجسد، كما أن هذه الدهون المتجمعة أثناء الصيام في الكبد والقادمة من مخزونها المختلفة يساعد ما فيها من الكوليسترول علي التحكم وزيادة إنتاج مركبات الصفراء في الكبد، والتي بدورها تقوم بإذابة مثل هذه المواد السامة والتخلص منها مع البراز.
ويؤدي الصيام خدمة جليلة للخلايا الكبدية بأكسدته للأحماض الدهنية فيخلص هذه الخلايا من مخزونها من الدهون، وبالتالي تنشط هذه الخلايا، وتقوم بدورها خير قيام فتعادل كثيرًا من المواد السامة بإضافة حمض الكبريت أو حمض الجلوكونيك حتي تصبح غير فعالة ويتخلص منها الجسم.
كما يقوم الكبد بالتهام أية مواد دقيقة كدقائق الكربون التي تصل إلي الدم ببلع جزيئاتها بواسطة خلايا خاصة تسمي خلايا ' كوبفر '، والتي تبطن الجيوب الكبدية، ويتم إفرازها مع الصفراء. وفي أثناء الصيام يكون نشاط هذه الخلايا في أعلي معدل كفاءتها؛ للقيام بوظائفها، فتقوم بالتهام البكتريا بعد أن تهاجمها الأجسام المضادة المتراصة.
وبما أن عمليات الهدم في الكبد أثناء الصيام تغلب عمليات البناء في التمثيل الغذائي فإن فرصة طرح السموم المتراكمة في خلايا الجسم تزداد خلال هذه الفترة، ويزداد نشاط الخلايا الكبدية في إزالة سمية كثير من المواد السامة.
وهكذا يُعتبر الصيام شهادة صحية لأجهزة الجسم بالسلامة.
وختاماً:
اوصي الصائمين بأن يكونوا أوسع صدوراً، وأندي ألسنة، وأبعد عن المخاصمة والشرّ، إذا رأيتم زلّة فاحتملوها، وإن وجدتم إساءة من إخوانكم فاصبروا عليها، وإن بادئكم أحد بالخصام فلا تردّوا بمثله، بل ليقل أحدكم: إني صائم.
**********
نحن نتكلم عن شهر كثيرٌ خيره، عظيم بره، جزيلة ُبركته، تعددت مدائحه في كتاب الله تعالي وفي أحاديث رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم والشهر شهر القرآن والخير وشهر عودة الناس إلي ربهم في مظهر إيماني فريد، لا نظير له ولا مثيل.
وفي رمضان تخف وطأة الشهوات علي النفس المؤمنة وترفع أكف الضراعة بالليل والنهار.
فواحد يسأل العفو عن زلته، وآخر يسأل التوفيق لطاعته، وثالث يستعيذ به من عقوبته، ورابع يرجو منه جميل مثوبته، وخامس شغله ذكره عن مسألته فسبحان من وفّقهم، وغيرهم محروم.
من بركة هذا الشهر عِظم فضل الأعمال الصالحة فيه، ومنها:
• قيام الليل: فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يُرغّب في قيام رمضان فيقول: ' من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه ' 'رواه البخاري ومسلم'.
• الصدقة: فقد ' كان النبي صلي الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ' 'رواه البخاري ومسلم'، فيستحب الجود والصدقات، ولا سيما الإكثار منها في شهر رمضان المبارك.
• يستحب الإكثار من تلاوة القرآن الكريم: وكان السلف الصالح رضوان الله تعالي عليهم يكثرون من تلاوة القرآن في الصلاة وغيرها.
• الاعتكاف: وهو ملازمة المسجد للعبادة تقرباً إلي الله عزّ وجلّ، و' كان النبي صلي الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتي توفَّاه الله ' 'رواه البخاري ومسلم'.
• العمرة في رمضان تعدل حجة: كما ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
• يستحب للصائم السحور: كما أخرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ' السَّحور أكْلُهُ بركة، فلا تَدَعُوهُ ولو يَجْرَعَ أحَدُكُم جُرعة من ماء، فإنَّ الله عزّ وجلّ وملائكته يُصلون علي المُتسحِّرين ' .
• ويستحب تعجيل الفطر والدعاء عند الإفطار: فقد روي الترمذي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ' ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصَّائم حين يُفطر، ودعوة المظلوم..'.
اللهم تقبل من الصائمين صيامهم، ومن المتصدقين صدقاتهم، ومن القائمين قيامهم، ومن الداعين دعائهم، واغفر لنا ما قدّمنا وما أخرنا، وأخرجنا من هذا الشهر مغفور لنا.
وصلي الله علي محمّد وعلي آله وصحبه أجمعين.
ومن فضائل الصيام:
• الصيام جُنَّة من النار: كما روي أحمد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ' إنَّما الصِّيام جُنَّة، يَسْتَجِنُّ بها العبد من النار' .
• الصوم جُنَّة من الشهوات: فقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ' يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوّج، فإنَّه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ' أخرجه البخاري ومسل.
• الصوم سبيل إلي الجنة: فقد روي النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه، أنه قال: يا رسول الله مُرني بأمر ينفعني الله به، قال: ' عليك بالصيام، فإنه لا مثل له '.
• وفي الجنة باب لا يدخل منه إلا الصائمون: فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ' إنَّ في الجنَّة باباً يُقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يُقال: أين الصائمون، فيقومون، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق، فلم يدخل منه أحد ' أخرجه البخاري ومسلم.
• الصيام يشفع لصاحبه: فقد روي الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلي الله علبيه وسلم قال:' الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أيْ ربّ منعته الطعام والشَّهوات بالنَّهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان' .
• الصوم كفَّارة ومغفرة للذنوب: فإن الحسنات تُكفّر السيئات، فقد قال صلي الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ' من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه 'رواه البخاري ومسلم.
• الصيام سبب للسعادة في الدارين: فقد قال صلي الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ' وللصائم فرحتان، فرحةٌ حين يفطر وفرحةٌ حين يلقي ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ' رواه البخاري ومسلم.
وبعد الدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة علي جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية ثبت أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب للجسم أن يمارسها؛ حتي يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدًّا لصحة الإنسان تمامًا كالأكل والتنفس والحركة والنوم، فكما يعاني الإنسان بل يمرض إذا حرم من النوم أو الطعام لفترات طويلة، فإنه كذلك لا بد أن يصاب بسوء في جسمه لو امتنع عن الصيام.
وفي حديث رواه النسائي عن أبي أمامة: 'قلت: يا رسول الله، مرني بعمل ينفعني الله به، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له'، وقال فيما رواه الطبراني: 'صوموا تصحوا'.
والسبب في أهمية الصيام للجسم هو أنه يساعده علي القيام بعملية الهدم التي يتخلص فيها من الخلايا القديمة، وكذلك الخلايا الزائدة عن حاجته، ونظام الصيام المتبع في الإسلام، والذي يشتمل علي الأقل علي أربع عشرة ساعة من الجوع والعطش ثم بضع ساعات إفطار، هو النظام المثالي لتنشيط عمليتي الهدم والبناء، وهذا عكس ما كان يتصوره الناس من أن الصيام يؤدي إلي الهزال والضعف، بشرط أن يكون الصيام بمعدل معقول كما هو في الإسلام، حيث يصوم المسلمون شهرًا كاملاً في السنة.
ويسن لهم بعد ذلك صيام ثلاثة أيام في كل شهر، كما جاء في سنة النبي فيما رواه الإمام أحمد والنسائي عن أبي ذر 'من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}، اليوم بعشرة أيام'.
وفي الصيام تتحول كميات هائلة من الشحوم المختزنة في الجسم إلي الكبد حتي تؤكسد وينتفع بها ويسترد منها السموم الذائبة فيها وتزال سميتها ويتخلص منها مع نفايات الجسد، كما أن هذه الدهون المتجمعة أثناء الصيام في الكبد والقادمة من مخزونها المختلفة يساعد ما فيها من الكوليسترول علي التحكم وزيادة إنتاج مركبات الصفراء في الكبد، والتي بدورها تقوم بإذابة مثل هذه المواد السامة والتخلص منها مع البراز.
ويؤدي الصيام خدمة جليلة للخلايا الكبدية بأكسدته للأحماض الدهنية فيخلص هذه الخلايا من مخزونها من الدهون، وبالتالي تنشط هذه الخلايا، وتقوم بدورها خير قيام فتعادل كثيرًا من المواد السامة بإضافة حمض الكبريت أو حمض الجلوكونيك حتي تصبح غير فعالة ويتخلص منها الجسم.
كما يقوم الكبد بالتهام أية مواد دقيقة كدقائق الكربون التي تصل إلي الدم ببلع جزيئاتها بواسطة خلايا خاصة تسمي خلايا ' كوبفر '، والتي تبطن الجيوب الكبدية، ويتم إفرازها مع الصفراء. وفي أثناء الصيام يكون نشاط هذه الخلايا في أعلي معدل كفاءتها؛ للقيام بوظائفها، فتقوم بالتهام البكتريا بعد أن تهاجمها الأجسام المضادة المتراصة.
وبما أن عمليات الهدم في الكبد أثناء الصيام تغلب عمليات البناء في التمثيل الغذائي فإن فرصة طرح السموم المتراكمة في خلايا الجسم تزداد خلال هذه الفترة، ويزداد نشاط الخلايا الكبدية في إزالة سمية كثير من المواد السامة.
وهكذا يُعتبر الصيام شهادة صحية لأجهزة الجسم بالسلامة.
وختاماً:
اوصي الصائمين بأن يكونوا أوسع صدوراً، وأندي ألسنة، وأبعد عن المخاصمة والشرّ، إذا رأيتم زلّة فاحتملوها، وإن وجدتم إساءة من إخوانكم فاصبروا عليها، وإن بادئكم أحد بالخصام فلا تردّوا بمثله، بل ليقل أحدكم: إني صائم.
**********