الآذان
كان بلال يؤذن وابن أم مكتوم رضي الله عنهما يقيم الصلاة ،
وربما أذن ابن أم مكتوم وأقام بلال الصلاة، ولكن بعد حين
وجه النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يؤذن هو الذي يقيم الصلاة .
وكان لبلال وابن أم مكتوم رضي الله عنهما شأن آخر في رمضان ،
فقد كان المسلمون في المدينة يتسحرون على أذان أحدهما ويمسكون
عند أذان الآخر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن بلالاً ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم "
إكرام النبي له
لقد بلغ من إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لابن أم مكتوم
رضي الله عنه أن استخلفه على المدينة عند غيابه عنها بضع
عشرة مرة ، كانت إحداها يوم غادرها لفتح مكة ، وهذه مرتبة
عالية جدا أن يختار النبي هذا الصحابي الجليل نائبا عنه في إدارة
شؤون المدينة في غيابه .
حبه للجهاد
في أعقاب غزوة بدر أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم
من آي القرآن ما يرفع شأن المجاهدين ويفضلهم على القاعدين ،
لينشط المجاهد إلى الجهاد ، ويأنف القاعد من القعود ، فأثر ذلك
في نفس ابن أم مكتوم رضي الله عنه وعز عليه أن يُحرم من ذلك الفضل وقال:
( يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت )
ثم سأل الله بقلب خاشع أن ينزل القرآن في شأنه وشأن أمثاله
ممن تعوقهم عاهاتهم عن الجهاد ، فهو بحكم عاهته محروم من
هذه العبادة العظيمة ، فكان يتألم وكان يبكي ، وكان يسأل
النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يسأل ربه أن ينزل قرآنا في
شأن ابن أم مكتوم رضي الله عنه المعذور ، وشأن أمثاله ممن
تعوقهم عاهاتهم عن الجهاد ، وجعل يدعو في ضراعة :
( اللهم أنزل عذري ، اللهم أنزل عذري )
فما أسرع أن استجاب الله سبحانه لدعائه ، حدث زيد بن ثابت
رضي الله عنه كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( كنت إلى جنب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فغشيته السكينة ،
ونزل عليه الوحي ، فلما سُري عنه قال : " اكتب يا زيد "
فكتبت : (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ))
فقام ابن أم مكتوم وقال :
( يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد ؟ )
قال فما انقضى كلامه حتى غشيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم السكينة ، ولما سُري عنه قال : " اقرأ ما كتبته يا زيد "
فقرأت (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ))
قال : اكتب (( غير أولي الضرر ))
فكأن من إكرام الله سبحانه أن يستجيب لهذا الصحابي الجليل ،
وينزل به وبأمثاله المعذورين ما يبرر قعودهم .
ورغم انه أُعفى وأمثاله من الجهاد ، فقد أبت نفسه أن يقعد
مع القاعدين ، وعقد العزم أن يكون مع المجاهدين ، وحدد لنفسه
وظيفتها في ساحات القتال فكان يقول :
( أقيموني بين الصفين ، وحملوني اللواء أحمله لكم وأحفظه
فأنا أعمى لا أستطيع الفرار )
الاسم احمد سليم العولقي ش5
رقم الجلوس (26)
رقم السجل الاكاديمي (33166)
اشراف الاستاذ عبد الواحد حسني .
1434هـ
كان بلال يؤذن وابن أم مكتوم رضي الله عنهما يقيم الصلاة ،
وربما أذن ابن أم مكتوم وأقام بلال الصلاة، ولكن بعد حين
وجه النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يؤذن هو الذي يقيم الصلاة .
وكان لبلال وابن أم مكتوم رضي الله عنهما شأن آخر في رمضان ،
فقد كان المسلمون في المدينة يتسحرون على أذان أحدهما ويمسكون
عند أذان الآخر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن بلالاً ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم "
إكرام النبي له
لقد بلغ من إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لابن أم مكتوم
رضي الله عنه أن استخلفه على المدينة عند غيابه عنها بضع
عشرة مرة ، كانت إحداها يوم غادرها لفتح مكة ، وهذه مرتبة
عالية جدا أن يختار النبي هذا الصحابي الجليل نائبا عنه في إدارة
شؤون المدينة في غيابه .
حبه للجهاد
في أعقاب غزوة بدر أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم
من آي القرآن ما يرفع شأن المجاهدين ويفضلهم على القاعدين ،
لينشط المجاهد إلى الجهاد ، ويأنف القاعد من القعود ، فأثر ذلك
في نفس ابن أم مكتوم رضي الله عنه وعز عليه أن يُحرم من ذلك الفضل وقال:
( يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت )
ثم سأل الله بقلب خاشع أن ينزل القرآن في شأنه وشأن أمثاله
ممن تعوقهم عاهاتهم عن الجهاد ، فهو بحكم عاهته محروم من
هذه العبادة العظيمة ، فكان يتألم وكان يبكي ، وكان يسأل
النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يسأل ربه أن ينزل قرآنا في
شأن ابن أم مكتوم رضي الله عنه المعذور ، وشأن أمثاله ممن
تعوقهم عاهاتهم عن الجهاد ، وجعل يدعو في ضراعة :
( اللهم أنزل عذري ، اللهم أنزل عذري )
فما أسرع أن استجاب الله سبحانه لدعائه ، حدث زيد بن ثابت
رضي الله عنه كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( كنت إلى جنب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فغشيته السكينة ،
ونزل عليه الوحي ، فلما سُري عنه قال : " اكتب يا زيد "
فكتبت : (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ))
فقام ابن أم مكتوم وقال :
( يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد ؟ )
قال فما انقضى كلامه حتى غشيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم السكينة ، ولما سُري عنه قال : " اقرأ ما كتبته يا زيد "
فقرأت (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ))
قال : اكتب (( غير أولي الضرر ))
فكأن من إكرام الله سبحانه أن يستجيب لهذا الصحابي الجليل ،
وينزل به وبأمثاله المعذورين ما يبرر قعودهم .
ورغم انه أُعفى وأمثاله من الجهاد ، فقد أبت نفسه أن يقعد
مع القاعدين ، وعقد العزم أن يكون مع المجاهدين ، وحدد لنفسه
وظيفتها في ساحات القتال فكان يقول :
( أقيموني بين الصفين ، وحملوني اللواء أحمله لكم وأحفظه
فأنا أعمى لا أستطيع الفرار )
الاسم احمد سليم العولقي ش5
رقم الجلوس (26)
رقم السجل الاكاديمي (33166)
اشراف الاستاذ عبد الواحد حسني .
1434هـ