عقيدة أهل السنة والجماعة..........للشيخ العلامة حمود بن عبدالله بن عقلاء الشعيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
عقيدة أهل السنة والجماعة
مقدمة
الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله.
﴿ يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يا أَيهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
فإن أحسن الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم(1) وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة(2)، وكل ضلالة في النار(3) .
فهذا مُختصر لعقيدة أهل السنة والجماعة ولما نعتقده ونؤمن به، أمليته وقررته على أحد طلابي لأمرين:
أما الأول:
فقد نُسب إلينا، وتُقول علينا ما لم نعتقد ونقول، ولم أكن أعتقدُ أن يأتي اليوم الذي أكتبُ فيه مُعتقدي، وأُبين فيه منهجي، ردًّا على المُتقولين، ودفاعًا عن غربة الدين، فإننا لم نأت بجديد في دين الله تعالى، ولم نؤلف أصولاً لنخرق بها إجماع السلف ، وإنما لبعد الناس عن المنهج السليم أصبح كل من لم يوافقهم في أمرٍ أو نازلة خارجي، وتكفيري، ومُتنكبٌ عن الصراط المستقيم.
وثانيهما:
ما رأيتُ ما تعيشه الأمة اليوم من تخبط وتيه، وتفرق واختلاف، فكثرت الجماعات والفرق، وتعددت المناهج، وأصبح كل يدَّعي المنهج السليم، والعقيدة الصافية، ويخطئ بل يكفر من خالفه ورد عليه.
فعزمت أن أُبين مُعتقد السلف بطريقة مُبسطة، وإن كان سلفنا وعلماء الأمة قبلي قد كتبوا وصنفوا في هذا المجال.
ونسأل الله العلي العظيم أن يتقبل أعمالنا، ويصلح نياتنا، ويبرم لهذه الأمة أمر رشدٍ، يعز فيه أهل طاعته، ويذل فيه أهل معصيته والمحاربين لدينه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، إنه نعم المولى ونعم النصير.
أملاه أبو عبدالله حمود بن عبدالله بن عقلاء الشعيبي
12 / 7 / 1422هـ
_______________________
1- أخرجه مسلم في «الصحيح»، كتاب الجمعة، باب/ تخفيف الصلاة والخطبة (2/592) ح(44،43).
(2) أخرجه أحمد في المسند: (4/126، 127)، وأبو داود: كتاب السنة، باب/ في لزوم السنة (12/359، 360) حديث رقم (4583) العون، والترمذي: كتاب العلم، باب/ ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (5/43) حديث رقم (2676)، وابن ماجه في المقدمة، حديث (42ـ44)، والدارمي في «المقدمة» (1/44، 45) وصححه الألباني في «إرواء الغليل» برقم (2455).
(3) أخرجه النسائي في «السنن»، كتاب العيدين (3/188، 189) برقم (5610) وقد صحح المحدث الألباني رحمه الله هذه الزيادة في تخريج خطبة الحاجة.
يُتبع بإذن الله.....